شقائقُ النّعمان أضاعتْ وِشاحَها
سلبتْها البَغْتةُ حُمرةَ الخدّ
الجُلّنارُ يُداري دمعةً غلّفها النّدَى
والرّوضُ باتَ مُوحشًا
لا خُضرةَ تُزيّنُ صُدغَه
لا هدْلَ يُشجِي سمعَه
أمّا الفصولُ كلُّ الفُصُول
فتسابقتْ
في الأفقِ تُلَمْلِمُ جُهدَها
كيْ تستعيدَ ومْضةً
أوْ شعلةً جلَّلَها الرّمادُ
سَرقَها الدّجَى ذات ذهولٍ
وادّعَى صدْق النّوايَا
فتحَ الكُهوفَ
حيْثُ الخفافيشُ تُجَعْجِعُ
أصواتٌ كمَا طواحِين الرّيح
أوْ صَدى النّقيق في عُمْق المستنقعات
والفصول تتلمّسُ درْبها
تُشعلُ أنفاسَها شُموعًا
عَلى كفِّ الزّجرٍ تَصُبُّ جامَ هديرِها
كيْ تُوقظَ الهِلال الموغلَ في التّخفّي
تُغريه بتاجِ القمرْ
لِيعكسَ الأضواء الغارقةَ في الضّباب
ويفتحَ طريقَ الشّمس
إلى الحياة ..إلى الورْدِ
إلى الوَرى يشتاقُ الأنْس
ويُبكيه رنينُ الوترْ.
تونس.....4 / 5 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق