منْ ذا يهشمُ لي صلفَ هذا الليلِ المحجور..
------
العائدونَ من الحنينِ
يمضغونَ عِجَافهم
يرجونَ الريحَ رأفةً بشراعهم..
الذاهبونَ بأقدامٍ أميَّةٍ
إلى نكباتهم يشربون أعذارهم ...
ويكدسونَ الوساوسَ على بيادرِ الوهمِ..
طاعونُ الرحيلِ في ذاكرةِ المراكبِ وللموانئِ قدرُ الحزنِ
وعذرُ البكاءِ...
الواهمونَ..الواهمونَ يراهنونَ على خيولِ المنام...
يبيعونَ الأيامَ اللقيطةَ على ناصيةِ الوقتِ
ولسانُ الزورِ يلعقُ حساءَ الأباطيلِ...
المسافرونَ إلى غدهم
يشوونَ ظهرَ المسافاتِ
بسياطِ الصبرِ..
يسوِّرونَ أقاليمَ الأسئلةِ الوعرةِ بسياجِ الأجوبةِ الشائكةِ....
المعابدُ غرقى بطمي الآثامِ...
وعيونُ المقابرِ لايغمض للموت ِفيها جفنٌ...
ولازالتْ ( براقشُ ) تعض ذيل الندمِ...
الطامعونَ يحشدونَ في سمائكَ جيشاً من الغيمِ أعجفَ النوايا بائرَالأرحامِ يتمردُ على سطوةِ الريحِ ويسدُّ حلقَ الهبوبِ....
ياالله..!!!
ماأعسرَ مخاضَ الماءِ من رحمٍ جاحدٍ!!!
ذبابُ المراوغينَ يصمُّ أذنَ الحقيقةِ ...
وتقضُّ رقادي زوبعةُ الطنين....
أيها المصابُ بداءِ الحياةِ...
تقفُ كشاخصةٍ مخادعةٍ على دربِ المصالحِ
تعيدُ لي ترتيبَ الحضيضِ ...
ترشُّ سكرَ الأمل على شطائرِ العلقمِ ...
تلمِّعُ جدرانَ الدركِ الأسفلِ....
وتعقدُ لي هدنةً بين سندانِ المبادئِ ومطرقةِ الحاجاتِ..
على منهلِ السدى يجفُ ريقُ الأماني وهي تجادلُ المستحيلَ..
حينَ يكتملُ هلالُ الحقيقةِ ويصيرُ بدر اليقين...
مزقْ تاريخَ البغايا
ولاتكنْ ربيعاً تعاطى أفيونَ الخريفِ فسقطَ في غيبوبةِ العدمِ...
انتظرْ معي ريثما تهدأُ عاصفةُ البجعِ الكاذبِ
وناولِ الصباحَ نوتةً
ل( تشايكوفسكي) ....
اهدأْ ريثما يذبلُ نخيلُ السعالِ في حنجرةِ التعبِ...
وتمرُّ قافلةُ الأيامِ الخصيةِ ....
وازرعْ جنونكَ في أرحامِ العقولِ الخصيبةِ
ولاتقاطعِ الكبرياءَ وهو يعددُ مناقبَ السنديان
أيها المصابُ بداءِ الحياةِ :
تدعوني أن أرتدَ عن دينِ اليأسِ ...
فقنديلٌ مغرورٌ لاينتقصُ من هيبةِ الليلِ...
وأنا حجرٌ قانطٌ في مهبِ الجاذبيةِ ...
قل لي:
ألايستحقُ آخر الزمانِ هذا قيامةً فاخرة العدالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق