-- 3 -- الرحيل الكبير
كَأَنَّهُ حَقّاً يَوْمُ الْقِيامَة؛
كُلُ شَيْءٍ
يَفِرُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ..
سَاعَتُنَا الْحَائِرَةُ مِثْلَنَا
تَرَنَّحَتْ فَوْقَ جِدَارِ الزَّمَنِ السَّقِيمِ
مِنْ عَقَارِبِهَا تَبْدُو نَافِرَة..
اَللَّيْلُ هَارِبٌ مِنَ نَهَارِهِ
وَالنَّهَارُ هَارِبٌ مِنَ لَيْلِهِ
وَكُلُّ النُّجُومِ وَدَّعَتْ سَمَاءَهَا
وَاخْتَفَتْ فِي جُحُورِهَا ذَاعِرَة..
دُوَلٌ فَوْقَ رَصِيفِ التَّارِيخِ تَبْكِي
بِبَابِ الْجَحِيمِ
وَتَهْرَعُ فِي الرَّحِيلِ الْكَبِيرِ..
وَلاَ قِطَارَ يَحمِلُهَا أَوْطَائِرَة.
شَوَارِعٌ تَبْحَثُ عَنْ نَفْسِهَا
فِي مُدُنٍ هَارِبَةٍ مِنْ جِلْدِهَا
وِمِنْ تَارِيخِهَا
كَيْ تعْتَذِرَ لِلرَّبِيعِ الْمُرَقَّطِ بِالبَيَاضِ وَالسَّوَادِ
ثُمَّ تَغْفُو فِي الزَّمَنِ الْأَخِيرِ..
مَوَانِئُ مَنْزُوعَةُ الْأَثْدَاءِ وَالأَرْدَافِ
لَنْ تُرْضِعَ الْيَوْمَ زَوْرَقاً جَائِعاً
وَلَنْ تُردِفَ سَفِينَةً أَوْ بَاخِرَة..
وَأَنَا أَهْربُ دَاخِلي
تَصُدُّنِي مَشَاعِري..
كُلُّ الْخَلَايَا فِي حِجْرِهَا تَنْزَوِي
تَخَافُ لَدْغَةً مَسْمُومَةً غَادِرَة..
هَلْ تَكَسَّرَ قَرنُ الثَّوْرِ يَا رِئَتِي
حِينَ انْسَابَتْ فِي مِنْخَرِهِ آفَةٌ جَائِحَةٌ مَاكِرَة..
لِتَسْقُطَ الْأَرضُ مِنْ مَدَارِهَا
وَتُخْدَشَ فِي وَجْهِهَا البَرارِي وَالْبِحَارُ؟!
وَحْدَهَا أَمْواجُ الْمَوْتِ تَعْلُو وَتَعْلُو..
وَتَجْتَاحُ الْخَرائِطَ هَادِرَة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق