أيها العابرون
جسورَ الضبابِ
يتربّصُ الخفاءُ بنا
تتلعثمُ الريحُ حين تمرُّ بالغائبين
تختلجُ تفاصيلُ المواسم
الأفقُ يُعيدُ خطوطَ العناقِ
رحمُ اِلحقيقةِ يخلو من أجنتهِ
كلُّ العيونِ مقفلةٌ
والأصواتُ أدماها الضجيجُ
لم يكنِ القرارُ واضحاً
بِيعَ الوطنُ بليرةٍ
وقنبلة
والقتيلُ جرحي
لَثْغُ الرغيفِ غدا مقصلةً
الصمتُ واجبٌ
أمواجُ السنونو فقدت
عذريةَ أعشاشها
ونامتْ في عراءِ الليلِ
سنابلُ الشوقِ ا
أحرقها الطغاةُ
تنورُ جارتنا كلّما أوشكَ أن يتّقدَ
اغتصبَ الوقتُ نارَهُ
ووأده في تربةِ الوجعِ
بابُ الدارِ يئنُ من فَقْدٍ
يرسمُ أطيافَنا على مقبضِهِ
وكلّما هزَّتِ الريحُ خصرَها
ورفعَ الغيمُ عقيرتَهُ بالمطرِ
كان يصرخُ بارداً كجثةٍ
لمْ نعُدْ نحنُ هنا
سرقتْ عقاربُ الساعةِِ
ضحكةَ أبي
غدرتْ بأمي حين أوهمتْها
أنّ الزمنَ تجاوزَ الحدَّ المتاحَ
أكلتْ ألوانَ صباحاتِ حبيبي
فصار يرسمُ بإصبعين ووهمٍ
فرّ أخي من صخبِ الٱن
فأهدتْهُ العاصفةُ لجناحي أمي
لمْ يعدْ في الوقتِ متسعٌ
للحياةِ
طافَ نهرُ الجوعِ
غرقتْ أكبادُ الصغارِ
فتحتْ سراديبُ الرحيلِ
أشداقَها لأشلائي
ظمِئتْ سماءُ الروحِ
رشفةٌ واحدةٌ
تُعيدُ توازنَ الأيامِ
تُرجعُ للهوى سريرتَهُ
أيّها العابرون
زوروا دمي
كي نقرأَ معاً
في صلواتِنا الأخيرةِ
تسابيحَ
العائدين
#عشتار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق