(29)
رحل الشهر يلف بأذياله قرابين العيد. حين جلس السحر ينتظر مائدة الكسوف على تلك الليلة الحمراء التي طرزت نجومها بتلك الورود الناعسة. كم هي غالية الثمن، بسمة العيد حين اجتمع الوجود والعدم في ساعة الصفر، حيث الأرواح ركبت خيول المنية الى حديقة الرضوان راحلة على أجنحة الملائكة تكمل ما تبقى من صومها بين جدران النور وسقوف الزبرجد. ابتسمت الحور وفرشت الأنهار ذراعها لتلك القرابين المرصعة ببراءة الطفولة....
(30)
هكذا جلس الرصيف صباح يوم الدمعة يعد الشموع المهاجرة ويكتب تاريخ الألم بذراع من بقايا الانفجار وأصبع محترق يرسم لوحة الدخان بين جدران المول. ضحك البكاء في بؤبؤ عين القدر حين سكن على جبين الثكالى. سقطت جميع الأقنعة المزيفة في لحظة الفراق حتى رقصت أعمدة الظلام على سمفونية الجثث المحترقة مخترقة قوانين السماء.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق