أبحث عن موضوع

الأحد، 15 مارس 2015

ريادة الشعر الحر...................... بقلم : عدلي شما /// فلسطين




هذا الموضوع قتل بحثا على مدار عشرات السنين ومن قبل عشرلت الباحثين والنقاد ولكن ما جعلني اثيره مجددا ما قرأته حديثا عن بدايات قصيدة التفعيلة واول من كتبها حيث يظهر ان هناك من كتب هذه القصيدة قبل بدر شاكر السياب ونازك الملائكة اللذين ظللت اعتقد كما يعتقد الكثيرون ان الريادة لهما
كتب الاستاذ علاء الحامد في منشور له عن قصيدة النثر ان بلند الحيدري سبق السياب ونازك الملائكة في كتابة قصيدة الشعر الحر او قصيدة التفعيلة
ولكن قد يكون من اول من كتب هذه القصيدة اقدم من هؤلاء الشعراء الثلاثة ، فقد قرأت فيما قرأت ان شاعرا عراقيا اسمه عبد الواحد احمد كتب عام 1928 قصيدة شعر بناها على تفعيلة بحر الكامل و بذلك تكون هذه القصيدة قد سبقت قصيدة السياب ( هل كان حبا ) والتي كانت على تفعيلة بحر الرمل وقصيدة نازك الملائكة ( الكوليرا ) والتي كانت على تفعيلة البحر المتدارك بل ان القصيدة المذكورة تكون قد كتبت حينما كان السياب والملائكة طفلين صغيرين ، واجزم ان الفترة ما بين تاريخ هذه القصيدة وقصيدتي السياب والملائكة شهدت الكثير من المحاولات لشعراء آخرين لم يكملوا مسيرتهم الشعرية او ظلوا مجهولين .
ومما جاء في قصيدة الشاعر عبد الواحد احمد :

أيلوح لي عصر التمتع بالزهور
ايلوح لي
نجم المسرة والحبور
ايسيل لي نهر المجرة بالخمور

يبدو ان ارهاصات قصيدة التفعيلة او قصيدة الشعر الحر قديمة حتمت عوامل كثيرة في ظهورها كشكل تجديدي للقصيدة العمودية التي اعتبرها قصيدة ثنائية الابعاد لا تمس وجدان وهموم الانسان المعاصر المتشابكة كما ان لغتها الخطابية المباشرة ومواضيعها اصبحت لا تنسجم مع العصر الحديث ومعطياته الجديدة يستثنى من هذا شريحة ليست صغيرة من الشعراء جددوا في لغة القصيدة العمودية ومواضيعها واخرجوها من جمودها ومباشرتها .
يظهر ان ارهاصات قصيدة الشعر الحر او شعر التفعيلة اقدم من السياب والملائكة الذين ظلا يتصارعان على ريادتها حتى مماتيهما وان القول بانهما الرائدان لهذا الشعر ظلم لكثيرين سبقاهما
قد لا يكون السياب والملائكة اول من كتب قصيدة التفعيلة لكنهما وبحق كانا اول من قنن لها واضافا لها الكثير من الجماليات والصور الشعرية البديعة ووظفا الاسطورة والموروث الديني توظيفا مبدعا ليسير على خطاهما كثير من الشعراء الذين ابدعوا كل على طريقته

( عدلي شما ) 15-3-2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق