يقول الباري عز وجل في محكم كتابه العزيز: (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون)أل عمران /169.ألشهيد :هولقب يطلق على الشخص الذي يقُتل لتحقيق هدف يجلهُ قومه.الشهيد في الاصطلاح اللغوي: كلمة شهيد مشتقة من الجذر الثلاثي شهيد ,ويقال أستشهد اي طلبت شهادته لتأكيد خبر قاطع او معاينة , وأستشهد في سبيل كذا, أي بذل حياته تلبية لغاية كذا .أما الاصطلاح الشرعي : من مات من المسلمين في سبيل الله دون غرض من الدنيا , اما الشهيد في الاديان السماوية, فهو في الاسلام بشكل اساسي يطلق لقب الشهيد في الاسلام على من يقتل اثناء الحرب مع العدو سواء كانت معركة جهاد طلب اي لفتح البلاد ونشر الاسلام فيها , ام جهاد دفع اي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين , وقد ذكر الرسول الاعظم (ص)بقوله: (من قتل دون دينه فهو شهيد , ومن قتل دون ماله فهو شهيد , ومن قتل دون دمه فهو شهيد , ومن قتل دون نفسه فهو شهيد )ويقول ايظاً: (يشفعُ يوم القيامة ثلاثة :الانبياء, ثم العلماء, ثم الشهداء)و: (من سأل الله تعالى الشهادة بصدق,بلغه الله منازل الشهداء, وان مات على فراشه)و: (انتم شهداء الله على الارض)أما الامام علي (ع) فيقول : (أن المجاهدين قد باعوا ارواحهم واشتروا الجنة ).أمافي المسيحية فتطلق لفظة شهيد على كل من قتل بسبب تبشيره بالديانة المسيحية او أيمانه بها.واما الديانة اليهودية ,فيستعمل اليهود لفظة(قدوش هاشم/تقديس اسم الله)على الاعمال التي ترضي الله بشكل كبير وتعتبر التضحية بالنفس من أجل الديانة اليهودية احدى اهم ركائزها.واليوم اليهود يدافعون من اجل ارضهم الوعودة كما يقولون ويبذلون كل شيئ من اجلها (حسب اعتقادهم),ويستبدلون رجالهم الذين سقطوا في المعارك مع العرب بعشرات ومئات الاسرى العرب لديهم ,أما في الاديان والمعتقدات الاخرى , تستعمل لفظة الشهيد من قبل البهائيين والسيخ والهندوس للدلالة على من قتلوا من ابناء هذه الديانات دفاعاً عن معتقداتهم , أما سبب تسمية الشهيد, شهيد, فللعلماء في ذلك اقوال منها :لانه حي , فكأن ارواحهم شاهدة , أي حاضرة , ولان الله والرسول والملائكة يشهدون له بالجنة , ولانه يشهد (يرى)عند خروج روحه ما أعُد له من الكرامة ....الخ .لذلك ففي كل الامم وعلى مر تأريخها هناك شهداء بذلوا الغالي والنفيس من اجل الايمان بالمعتقد والدفاع عن الوطن ,فاضت ارواحهم في سبيل القضية التي يؤمنوا بها, وقد خُلدوا في سجلات التأريخ , ونصبت لهم التماثيل في كل مكان أستذكاراً لهم واحتراماً لسيرتهم وخصصت لهم مقابر شاهدة لكل الاجيال على بذلهم دمائهم من اجل بقاء أممهم .يقول الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو: (أسماء الشهداء أخلد الشهداء )اما شاتوبريان فيقول: (البطولة حتى الفداء واجبٌ يؤدى في الايام المشهودة)ويقول دانيال آبخ: (أن دم شهداءكم سيتفجر نوراًللشرق والغرب اللذين يلتقيان عندكم)ويقول ديموستين: (الدم هو عرقُ الابطال) أما كاريل فيقول:(أن ارواح الشهداء تباركنا وتنعشُ ارواحنا وتقوينا على الجهاد )وورد على لسان أحدهم :(أن الشهداءهم الذين وضعوا أسس الحضارة , وقد وضعوا أسسها على أشلائهم )أما مصطفى النحاس فيقول:(دماء الشهداء حياةٌ للوطن)واخر:(أشرف الموت موت الشهداء)والمفكرعلي شريعتي:(الشهيد هوالمخلوق الوحيد الذي يولد ولايموت)كلها أقوال تمجد الشهداء الابطال ,ولو عدنا الى الامة الاسلامية والعربية التي ضحت ومازالت تضحي وتقدم القرابين لنشر الدين الاسلامي الحنيف والحفاظ على التربة الاسلامية والعربية , فقد كانت حياتهم على أكفهم غير آبهين بالجاه والمال والنفس والعيال كلها بذلت من اجل الدين والارض,ولدى امتنا سجل ٌ حافل وناصع البياض بسلسلة تبتدئ ولاتنتهي من الشهداء الابرار الذين ضحوا وسالت دمائهم على الارض ,وقد شجعتهم الكثير من الايات القرآنية التي وعدت الشهيد بجنات النعيم والخلد والثواب على مافعلوه ((ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتاًبل احياء ولكن لاتشعرون))البقرة/154 ,وايات اخرى في الكتاب المجيد ( الحديد/19,الزمر/69 ,النساء/74) وهل هنالك خيرُوافضل وأسمى من شهداء بدر وأحد وحنين وخيبر ,وشهداء معارك الفتح الاسلامي العظيمة التي ثبتت اركان الامة الاسلامية, وهل هناك خيرٌمن رجل الاحرار الاول في لعالم , الامام الحسين (ع)الذي بأستشهاده خطَ لنا طريقاً للحرية والكرامة والايمان والفداء,فضحى بنفسه وعياله وماله واصحابه من اجل تصحيح مسار الامة التي انحرفت عن اهداف الرسالة السماوية السمحاء ,فكان استشهاده صحوةً للامة الاسلامية من غفوتها ,واليوم العالم اجمع ممتناً له ولجهاده ولموقفه البطولي ,ممتناً لكل قطرة دم سالت من جسده الشريف,ولكل قطرة دم سالت من ال بيته واصحابه وارتوت بها ارض العراق لتشع نور الحرية والكرامة الابدية للعالم اجمع.كل الامم تقدم قناديل من الشهداء تنير الطريق , يتساقطون يومياًمن اجل العقيدة والحرية والكلرامة , من اجل الارض والعرض,فمجد الامم يبنى بدماء الشهداء يقول احدهم :(مجدُالامم لا يبنى الا على رؤوس الشهداء)وهناك مثل تركي يقول:(لاأحد يكسب المجدَ وهو على فراش من ريش)ويقول احد الشعراء:
واذا تمادى الشعبُ في ثباته.....للمجد حطمَ باليمين سُدودا
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً....ان الحياة عقيدةٌوجهادُ
خلق الله للحروب رجالاً....ورجالاًلقصعةٍ وثريـــــــــــــــد
او كما يقول الشاعر القروي:
خيرُالمطالع تسليم على الشهدا...أزكى الصلاةِ على ارواحهم أبدا
فلتنحن الهامُ أجلالاًوتكرمةً....لكلِ حُرٍ عن الاوطان مات فــــــدى.
أذن الشهادة ابلغ غاية يصلها الانسان دفاعاًعن العقيدةوالوطن وتحرير الارض والشعب من براثن الظلم والاضطهاد والاستعمار والدكتاتورية البغيظة,وتحتاج الامم دائماًالى دماء طرية تحي امجادها ,وخيرالدماء دماء الشهداء,وفي العراق بلد الحضارات والاديان السماوية,ونظراًللاطماع الاستعمارية بأرضه وخيراته وأبتلاءه بالحكومات الدكتاتوريةعلى مر الازمان, قد قدم قوافل من الشهداءعلى مذبح الحرية والكرامةوالايمان بالقضية , ومازال الى الان يقدم يومياً تلك القرابين بفعل الاعمال الارهابية والاجرامية التي تنفذها العصابات والمافيا العالمية وبجهود مخابراتية اقليمية ودولية لخوفهم من نهضة العراق وشعبه, لكنه سينهض من جديد كما عهدناه بسالف الازمان ,وقد يكون العراق البلد الوحيد الذي لم تجف دماء شعبه منذ الازل وحتى يأذن الله تعالى بنصره وتسيده العالم ,وبالوقت الذي أفرحناوجود مؤسسة عراقية كبيرة كمؤسسة الشهداء المرتبطة برئاسة الوزراء وهدفها الاهتمام بالشهداء وعوائلهم وتكريمهم,كنا نتوقع ان تكون هناك مقبرة لشهداء العراق موحدة تشمل كل الشهداء واجراء تسوية لكل شهداء الحروب العراقية ,فدماء الشهداء مداداًلاستمرارية مسيرة الجهاد والكفاح العراقي ,فهم دافعوا عن الدين والوطن والشعب لاعن قائد معين او حزب معين او اهداف معينة,كنا نتوقع ان يكرم الشهداء بأقامة التماثيل لهم واطلاق اسمائهم على الساحات والملاعب والقاعات والقواعد ,لكننا فوجئنا بتصنيف هؤلاء الشهداء الى شهداء الدنيا وضحايا النظام وشهداء الدنيا والاخرة , وكأننا مخولين ان نصنف الشهداء الابرار دون امرٌ من الله تعالى وحسب المزاج ,فشهداء الامس هم ضحايا هذا النظام او ذاك , وضحاياالامس شهداء الفضيلة اليوم ,وقد درت عليهم مؤسسة الشهداء الملايينمن الدنانير والوضائف , ولانعلم من هم شهداء الدنيا والاخرة ربما هم المسؤلين من العيار الثقيل الذين قد يقتلوا بحوادث عرضية ,ولانعلم ماهو تصنيف شهداء الارهاب وشهداء القوات الامنية من الجيش والشرطة وهم يقاتلون اليوم الارهاب التكفيري بمختلف مسمياته ويتساقطون من اجل الدفاع عن الدين والوطن ,فسيكونون في اي تصنيف اليوم وغداً,لقد اختلف مفهوم الشهادة في العراق حسب المصلحة الحزبية والفئوية وبات اسم الشهيد ويومه الذي يختلف في كل زمان ,والشهادة واخذه مفهوماًحسب المصلحة والفترة الزمنية التي تمر بها البلادووفق اهواء وتقلبات حكامها,اليس الاجدر بنا ان نعتبر يوم الشهيد العراقي يوم العاشر من محرم ذكرى استشهاد الامام الحسين(ع) وان ننصف شهادئناالابرار.
الصحفي
أسعد شهاب اللامي
6/أيار/2014م
ً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق