أجرت الحوار الدكتورة عزة رجب
ضوء أخضر على الشاعر محمد الخضور أحد مؤسسي منهج النثرية الأردنية
محمد مثقال
الخضور شاعر أردني عاش بعيداُ على الأردن وطنه و أرضه ومنبت شعره النثري ،
لكنه دوماً في علاقة تواصلية مع الوجع والفرح والوطن والأهل هنالك بالأدرن
الحبيب ، يعمل مهندساً ورئيساً لإحدى شركات الهندسة والمقاولات لكنه عربي
الدم والحرف ـ يكتب الشعر النثري ، أو القصيدة النثرية ، يتابعه جمهور
عربي من كتاب ونقاد وشعراء عرب ، خاصة في حركة النشر الالكتروني ، حيث
تنتشر أغلب أنشطته الأدبية ، يكتب بمواقع تواصلية عدة أهمها أكادمية
الفينيق للأدب العربي ، وملتقي الأدباء والكتاب العرب ، وكذلك تنتشر
كتاباته على صدر صفحته بالفيس بوك ، والحديث مع الخضور كرجل منشغل بدا لنا
صعباً نحن عدسة اليوم المغربية ، استطعنا وبصعوبة التواصل مع الشاعر
المشغول بقضايا أهم من إشغاله باسمه وشهرته ، والتقطنا منه هذه الالتقاطات
عساها تعرفنا عنه ، وتقربنا أكثر لضوء أخضر نسلطه عليه هنا بالصحافة
الالكترونية .
س: محمد الخضور و أنتم في سيرة الشعر ومسيرة البناء كيف ترون الحركة الشعرية في الأردن الشقيقة ، خاصة على صعيد
قصيدة النثر ؟
الحقيقة
إنني أعيش خارج الأردن منذ نحو ثلاثين عاما ، ولأنني أعمل في مجال بعيد كل
البعد عن الحراك الثقافي والأدبي فإنني أعترف بأنني لست متابعا جيدا لما
يجري على الساحة الأدبية الأردنية ، لكنني أرى في الوقت ذاته إن الحركة
الشعرية كجزء من المشهد الثقافي العربي تعاني من تراجع كبير على مستوى
دورها في قيادة الأمة وتأثيرها في صنع ملامح المستقبل ، وهذا ما ظهر جليا
في الحراك الجماهيري الذي شهدته الأمة على مدى السنوات القليلة الماضية .
قصيدة
النثر في الأردن كما في غيرها من الدول العربية ما زالت تعاني من موضوع
الهوية والتجنيس ولكنها تسير بخطوات جريئة نحو إثبات الذات وانتزاع
الاعتراف
س/ هل صدر لكم أية مطبوعات ؟ وهل هنالك منجزات تحت الإنجاز ؟
في
شهر تموز 2013 أصدرت مجموعتي الأولى من قصائد النثر بعنوان "نقطة في فراغ"
عن دار العنقاء للنشر والتوزيع في عمان وإن شاء الله سأصدر المجموعة
الثانية في صيف هذا العام
س/ كيف يتم التوفيق بين شاعرية الخضور وحبه للهندسة ؟
الهندسة
هي الخلفية الأكاديمية ، أعمل الآن في شركة لتجارة مواد البناء . الشعر
هواية أعشقها ، لم تأخذ نصيبها العادل من الوقت فظلت مبتدئة في مهدها ،
أقرأ ما أستطيع ضمن ضغوط الوقت وأتعلم كثيرا مما أقرأ للأستاذات وللأساتذة
هنا وفي الملتقيات الأخرى
س/ في كثير من نصوص الخضور نقرأ ملامح واضحة لتأثره بالطبيعة
والبيئة والمعمار ، هل هذا ناتج الخبرة الشعرية أم التأثر بالعمل كمهندس
أم أن حاجة القصيدة صارت ضرورة مُلحة لصناعة حراك مختلف ؟
الوقت سيد الأمكنة ، نحن أوقات والمكان حولنا يرسم ملامحه الوقت والعمر .. وقد قلت في أحد النصوص ..
المكانُ مثلي .. متروكٌ للزمان !
فكلما مات يومٌ ، عتَّـقتْ حِدادَها الأرضُ
وأمعنتْ في وعورتها تجاعيدُ الشجر !
الطبيعة أسرار ، وتفكيك الرموز وإعادة تشكيل الملامح هي رسالة الشاعر
س:
نلاحظ في بعض نصوصك التعلق والتأثر الشديدين بالأب ، فكيف كانت طفولة
الخضور ، و أي ألوان الأدب كان يقرأ بحيث نشأت لديه هذه الفطرة المميزة
الشاعرية ؟
لوالدي – رحمة الله عليه – فضل عظيم في حياتي ، فقد كان
صديقا أكثر منه أبا ، كان داعما ومشجعا لي في خوض التجارب وصقل الملامح
الخاصة.
بالنسبة للقراءة ، فكما بقية أبناء جيلي ، كنت مولعا بمحمود
درويش ونزار قباتي ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب بالإضافة إلى الشعر
الجاهلي الذي تعلمناه في المدارس
س/ في قولك بأحد نصوصك وهو نص {مات أبي }
الوزنُ كذبةٌ في المداراتِ ..
والبقاءُ خديعةُ التربةِ الراحلة !
لم يكنْ لي في المكانِ وقتٌ ..
لكي آخذَ حصَّتي من التيهِ أَو الانتماء
وليس لي في الزمانِ بلادٌ ..
لكي أَمتطي ساقيةً تُـمرِّغُ وجهَ الدقائقِ بالوحلِ والدوار
طاولةُ الزهرِ .. شجرةٌ يتيمةٌ كــــ لُعبتنا الأَخيرةِ
كم كانت تتسلَّى بضحكتِنا الحجارةُ !
وكم كانتْ تغارُ منها جُدرانُ البيوت !
المسافةُ .. كومةٌ جائعةٌ من الوداعاتِ والأُمنياتِ العالقة
فاتركني يتيمًا على حافَّةِ القبرِ ..
أُقيمُكَ حُجَّةً على فلسفةِ البُعدِ
وأَراكَ بصمتٍ رغمَ أَنفِ التراب
نقرأ هنا فلسفة حياتية نابعة من مخاض عميق بالحياة ....
كيف تكونت لديك هذه الفلسفة .؟ وهل نتيجتها مؤثرة لهذه الدرجة بحيث تصبح قصائدك دروساً للحياة لكل من يقرأها ؟؟
"مات
أبي" من النصوص الذاتية التي تعني لي الكثير ، فقد توفي والدي في الأردن
وأنا خارج البلاد ، وبسبب مواعيد الطائرات فقد وصلت إلى تربته بعد ساعتين
من دفنه ، لم تأذن لي الظروف أن أودعه بتقبيل رأسه ويديه .. كان يوما خاصا
وكان الحدث جللا انكسرت فيه النفس واتحدت مع همٍّ ثقيل .
بالنسبة للبعد
الفلسفي فأنا أكتب عادةً فكرةً ما .. أعبر عنها بالنص فيبدو ذا خلفية
فلسفية ، أحاول فهم هذا العالم المريع فأفشل .. وكلما فشلت كتبت قصيدة
يراها الآخرون نجاحا ولا اراها إلا تعبيرا عن فشل ذريع
س/ إذا قرأنا للخضور كشاعر أردني في قصيدة النثر ، ماذا يكون له من رأي في الحراك النقدي / الشعري / في قصيدة النثر الاردنية
أولا
لست شاعرا ولا كبيرا .. هي مجرد هواية ما زالت في مهدها وتحتاج الكثير من
الأدوات لكي تنضج وتتبلور ملامحها ، أعتقد أنني مازلت بعيدا جدا عن لقب
(شاعر) فما بالك بصفة (كبير) ؟
الحركة النقدية الحقيقية غائبة على
مستوى الوطن العربي ، لا شك أن هناك قلة من النقاد الموضوعيين لكن قلة
عددهم وضعف نشاطهم لا يترك لنا مساحة للقول بأن هناك مشروع نقدي يتطور
ويرتقي إلى درجة الإسهام في تنقيح وتطوير الإبداع الشعري في العالم العربي
وهذا أمر مؤسف حقا
س/ لابد للشاعر من قصائد قريبة من روحه ، ولابد له من سلسلة صباحات جميلة ...سلسلة صباح الخير كيف أسست لها ؟ وهل هى جاهزة للنشر
ثم ليتنا نعرف أقرب قصائدك للقلب .
سلسلة
الصباحات بدأت بعفوية مطلقة ، فقد كتبت نصا ذات صباح بعد مشاهدة نشرة
أخبار مؤلمة وكان ولأنه مرتبط بحدث يومي وليس فكرة فلسفية فقد سميته "صباح
الخير" لم يخطر ببالي أنها ستكون سلسلة من الصباحات إلى حين كتبت الصباح
الثاني وهكذا .. تتابعت الصباحات على شكل يوميات عادية تظهر بين حين وحين .
بلغ عددهم حتى الآن 15 صباحا وأعتقد أن السلسلة ستطول وسيأتي يوم أجمعها
فيه في كتاب مستقل.
بعض قصائد النثر لها في نفسي موقع خاص مثل "مات أبي" و "اللحظة الأخيرة" و "واكتفينا بالحياة"
س/ لمن يقرأ الخضور اليوم ، وهل لأي شاعر تأثير عليه ؟
لا أظنني تأثرت بشاعر معين ، وربما يكون القارئ أقدر على الحكم في هذه النقطة تحديدا ولكني لم ألمس هذا التأثر
أقرأ في الملتقيات كثيرا وللشعراء القدامى وأتعلم من الكل
س/ كلمات تعني لك الكثير :
الأمل : لغة المستقبل
القصيدة : محاولة فاشلة لاستدراج الحياة إلى الوضوح
الأب : قصيدة العمر
أمك : لم يقطعوا حبلنا السريَّ بعد
الكتاب : توقيع الإنسان على الأرض
موقع الفينيق : مدرسة
الحياة : لعبة مع الموت
طفولتك : لم أخرج منها بعد ، ولا أريد
أجرت الحوار الدكتورة عزة رجب
س: محمد الخضور و أنتم في سيرة الشعر ومسيرة البناء كيف ترون الحركة الشعرية في الأردن الشقيقة ، خاصة على صعيد
قصيدة النثر ؟
الحقيقة إنني أعيش خارج الأردن منذ نحو ثلاثين عاما ، ولأنني أعمل في مجال بعيد كل البعد عن الحراك الثقافي والأدبي فإنني أعترف بأنني لست متابعا جيدا لما يجري على الساحة الأدبية الأردنية ، لكنني أرى في الوقت ذاته إن الحركة الشعرية كجزء من المشهد الثقافي العربي تعاني من تراجع كبير على مستوى دورها في قيادة الأمة وتأثيرها في صنع ملامح المستقبل ، وهذا ما ظهر جليا في الحراك الجماهيري الذي شهدته الأمة على مدى السنوات القليلة الماضية .
قصيدة النثر في الأردن كما في غيرها من الدول العربية ما زالت تعاني من موضوع الهوية والتجنيس ولكنها تسير بخطوات جريئة نحو إثبات الذات وانتزاع الاعتراف
س/ هل صدر لكم أية مطبوعات ؟ وهل هنالك منجزات تحت الإنجاز ؟
في شهر تموز 2013 أصدرت مجموعتي الأولى من قصائد النثر بعنوان "نقطة في فراغ" عن دار العنقاء للنشر والتوزيع في عمان وإن شاء الله سأصدر المجموعة الثانية في صيف هذا العام
س/ كيف يتم التوفيق بين شاعرية الخضور وحبه للهندسة ؟
الهندسة هي الخلفية الأكاديمية ، أعمل الآن في شركة لتجارة مواد البناء . الشعر هواية أعشقها ، لم تأخذ نصيبها العادل من الوقت فظلت مبتدئة في مهدها ، أقرأ ما أستطيع ضمن ضغوط الوقت وأتعلم كثيرا مما أقرأ للأستاذات وللأساتذة هنا وفي الملتقيات الأخرى
س/ في كثير من نصوص الخضور نقرأ ملامح واضحة لتأثره بالطبيعة
والبيئة والمعمار ، هل هذا ناتج الخبرة الشعرية أم التأثر بالعمل كمهندس
أم أن حاجة القصيدة صارت ضرورة مُلحة لصناعة حراك مختلف ؟
الوقت سيد الأمكنة ، نحن أوقات والمكان حولنا يرسم ملامحه الوقت والعمر .. وقد قلت في أحد النصوص ..
المكانُ مثلي .. متروكٌ للزمان !
فكلما مات يومٌ ، عتَّـقتْ حِدادَها الأرضُ
وأمعنتْ في وعورتها تجاعيدُ الشجر !
الطبيعة أسرار ، وتفكيك الرموز وإعادة تشكيل الملامح هي رسالة الشاعر
س: نلاحظ في بعض نصوصك التعلق والتأثر الشديدين بالأب ، فكيف كانت طفولة الخضور ، و أي ألوان الأدب كان يقرأ بحيث نشأت لديه هذه الفطرة المميزة الشاعرية ؟
لوالدي – رحمة الله عليه – فضل عظيم في حياتي ، فقد كان صديقا أكثر منه أبا ، كان داعما ومشجعا لي في خوض التجارب وصقل الملامح الخاصة.
بالنسبة للقراءة ، فكما بقية أبناء جيلي ، كنت مولعا بمحمود درويش ونزار قباتي ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب بالإضافة إلى الشعر الجاهلي الذي تعلمناه في المدارس
س/ في قولك بأحد نصوصك وهو نص {مات أبي }
الوزنُ كذبةٌ في المداراتِ ..
والبقاءُ خديعةُ التربةِ الراحلة !
لم يكنْ لي في المكانِ وقتٌ ..
لكي آخذَ حصَّتي من التيهِ أَو الانتماء
وليس لي في الزمانِ بلادٌ ..
لكي أَمتطي ساقيةً تُـمرِّغُ وجهَ الدقائقِ بالوحلِ والدوار
طاولةُ الزهرِ .. شجرةٌ يتيمةٌ كــــ لُعبتنا الأَخيرةِ
كم كانت تتسلَّى بضحكتِنا الحجارةُ !
وكم كانتْ تغارُ منها جُدرانُ البيوت !
المسافةُ .. كومةٌ جائعةٌ من الوداعاتِ والأُمنياتِ العالقة
فاتركني يتيمًا على حافَّةِ القبرِ ..
أُقيمُكَ حُجَّةً على فلسفةِ البُعدِ
وأَراكَ بصمتٍ رغمَ أَنفِ التراب
نقرأ هنا فلسفة حياتية نابعة من مخاض عميق بالحياة ....
كيف تكونت لديك هذه الفلسفة .؟ وهل نتيجتها مؤثرة لهذه الدرجة بحيث تصبح قصائدك دروساً للحياة لكل من يقرأها ؟؟
"مات أبي" من النصوص الذاتية التي تعني لي الكثير ، فقد توفي والدي في الأردن وأنا خارج البلاد ، وبسبب مواعيد الطائرات فقد وصلت إلى تربته بعد ساعتين من دفنه ، لم تأذن لي الظروف أن أودعه بتقبيل رأسه ويديه .. كان يوما خاصا وكان الحدث جللا انكسرت فيه النفس واتحدت مع همٍّ ثقيل .
بالنسبة للبعد الفلسفي فأنا أكتب عادةً فكرةً ما .. أعبر عنها بالنص فيبدو ذا خلفية فلسفية ، أحاول فهم هذا العالم المريع فأفشل .. وكلما فشلت كتبت قصيدة يراها الآخرون نجاحا ولا اراها إلا تعبيرا عن فشل ذريع
س/ إذا قرأنا للخضور كشاعر أردني في قصيدة النثر ، ماذا يكون له من رأي في الحراك النقدي / الشعري / في قصيدة النثر الاردنية
أولا لست شاعرا ولا كبيرا .. هي مجرد هواية ما زالت في مهدها وتحتاج الكثير من الأدوات لكي تنضج وتتبلور ملامحها ، أعتقد أنني مازلت بعيدا جدا عن لقب (شاعر) فما بالك بصفة (كبير) ؟
الحركة النقدية الحقيقية غائبة على مستوى الوطن العربي ، لا شك أن هناك قلة من النقاد الموضوعيين لكن قلة عددهم وضعف نشاطهم لا يترك لنا مساحة للقول بأن هناك مشروع نقدي يتطور ويرتقي إلى درجة الإسهام في تنقيح وتطوير الإبداع الشعري في العالم العربي وهذا أمر مؤسف حقا
س/ لابد للشاعر من قصائد قريبة من روحه ، ولابد له من سلسلة صباحات جميلة ...سلسلة صباح الخير كيف أسست لها ؟ وهل هى جاهزة للنشر
ثم ليتنا نعرف أقرب قصائدك للقلب .
سلسلة الصباحات بدأت بعفوية مطلقة ، فقد كتبت نصا ذات صباح بعد مشاهدة نشرة أخبار مؤلمة وكان ولأنه مرتبط بحدث يومي وليس فكرة فلسفية فقد سميته "صباح الخير" لم يخطر ببالي أنها ستكون سلسلة من الصباحات إلى حين كتبت الصباح الثاني وهكذا .. تتابعت الصباحات على شكل يوميات عادية تظهر بين حين وحين . بلغ عددهم حتى الآن 15 صباحا وأعتقد أن السلسلة ستطول وسيأتي يوم أجمعها فيه في كتاب مستقل.
بعض قصائد النثر لها في نفسي موقع خاص مثل "مات أبي" و "اللحظة الأخيرة" و "واكتفينا بالحياة"
س/ لمن يقرأ الخضور اليوم ، وهل لأي شاعر تأثير عليه ؟
لا أظنني تأثرت بشاعر معين ، وربما يكون القارئ أقدر على الحكم في هذه النقطة تحديدا ولكني لم ألمس هذا التأثر
أقرأ في الملتقيات كثيرا وللشعراء القدامى وأتعلم من الكل
س/ كلمات تعني لك الكثير :
الأمل : لغة المستقبل
القصيدة : محاولة فاشلة لاستدراج الحياة إلى الوضوح
الأب : قصيدة العمر
أمك : لم يقطعوا حبلنا السريَّ بعد
الكتاب : توقيع الإنسان على الأرض
موقع الفينيق : مدرسة
الحياة : لعبة مع الموت
طفولتك : لم أخرج منها بعد ، ولا أريد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق