تَيقّنْ
و أنت في أعالي الكلام
أن لا عاصمَ
من طوفان الشعر
و أنت في كهفهِ الأعلى
منتظراً أن تهبطَ عليكَ شياطينُهُ
(بوطنكَ حُرا)
يطيرُ من شُرْفاتِهِ ( شعبهُ السعيد)
و تحلُمُ بامرأةٍ تنفُثُ شعرا
لكنّها
قد توقدُ تحتَ قصيدتِكَ
ما تبقى لكَ من حطب قلبِكَ
و تذرُّ رمادَهُ
في الربعِ الخالي من روحِكَ
فتجفلُ
تعتصمُ بالطفلِ الذي فيك
فيتشظّى
بانفجار (دُميةٍ مفخّخةٍ) في زقاق طفولتك ...
رُبّما
و أنت َ في ورطةِ الإرتفاع
تصعدُ اليكَ الشوارعُ التي
لم يدنّسها الطغاة
بأسماء ( الشهداء ) القتلَة
و اللحى بالمداس المقدّس
رُبّما يصعدُ اليكَ نهرُ الحلةِ
قد لا يحدثُكَ عن السرّ الذي
أودعتهُ الآلهةُ في جواميسِ سومر
لكنّهُ سيصعدُ إليكَ
بقلوبٍ تفطرُ باقلاءَ و مودّة
و شموعِ الخضرِ
في صينية عشتار
تطوفُ عليكَ ( بقيمر السدّة)
و تَرميكَ نوارسُهُ
من أعلى نخلةٍ يتسلّقُها
بالخَلالِ و الظِلالِ و المَلام
و صبايا بابلَ ينثُرنَ عليك العيد
و الزغاريد
و ….
غيرَ أنّ (الشارعَ) الذي
اغتيلَ فيهِ ( الموكبُ )
ينسحبُ ـ شهيداً ـ مِن تحت أقدامهن
لِمن ( موكبُ ) الزور الذي ...
يا..
يا أنتَ في كهفِ الشعر العالي
تَتَرقَبُ أن تدخلَ عليك غيمةٌ مُتنكّرةٌ
لمْ يثقّبها رصاصُ (السادة)
بعدَ أن طارتْ إليكَ من قلبِ أُمّكَ
كي ترتق بخيوطِها ما تخَزّقَ من روحِكَ
ألَم يتّسِعُ الخرقُ
على الراقعِ؟!
فانزِلْ
قد يصعدُ اليكَ بنفسهِ
فاخجَلْ
قد يصعدُ إليكَ بتعَبِهِ و شيبتِهِ
شاعرُ الكون الأكبر
فيلطّخُ آلامَكَ المُترفَةَ بدمهِ المُراق
فانزلْ
قبلَ أن يصعدَ إليكَ الـ ..
….
…... العراق !!
اللوحة للفنان العراقي مصدق حبيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق