آآآآآآآآآآآه
لماذا يداهمني اليأس كالعاصفة الخرساء فيسكنني
الخوف حيث أمشي وينتابني جنون الأشواق ؟
أسال من هذا السؤال
ما أسمي ، أين عنواني .. أين وطني ..
وفي أي مدنية أعيش ؟
أهو خنجر يذهب بين عنقي وقلبي ..
أم حسرة في تاريخي المجهول ؟
آآآآآآآآآآآآآآه
كأنني ذرات شذى انتشر في المواسم
ولا من يلم عطري
تولد حروف كلماتي وسط هدوء
الليل وعلى أنامل العشاق ..
فهل في عيني الغافيتين تلك الرغبة الباردة
التي لا تحرق إلا الحشا ..
ولا تخرج من الصدر إلا صرخة ثلج ناعمة
تهبط رويداً رويداً ثم تذوب
أأنا انحسار العشب من نبض القلب الموله
بالسيدة البعيدة
بأميرة الصباح والياسمين
هل أحلم بالفردوس وراء هدوء المقابر
هل أنام منهمراً كالرمل ، هل أصحو على خشب الاحتراق
أية لافتة أرفع في ميدان العشق ووراء أي
فارس نبيل أحمل رايتي ؟
أمارس عذابي اليومي كأن على جمجمتي
منقار نسر جائع يضرب في الذاكرة حتى يدميها ..
فأي زمن مقبل يرفع عني هذا الثقل
وأي ميدان أصيح فيه منادياً ومن يلبي النداء ؟
أهي الفراشات تبكي فوقي وتسألني عن أسمي ؟
أهو الورد يعجز غفلة عن السؤال ؟
أهي نوارس البحر تنادي لتحفر لي قبراً في مكان
ما تحت سماء تحت أي كوكب في أي أرض ؟
أهي سنوات الرعب تمرح في الصدر وتغني
معي أغنية الوداع ؟
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه
يا ممالك الحب كيف أتفادى خناجر الحقد تضرب
في الصدر والظهر ولا درع يردها عني
هل أعلن للملأ قسوة الهجران
وامرأة الصخر التي كلماتها حجارة ورسائلها قذف سهام
تضرب مباشرة القلب ؟
لماذا يتجاهلني الصبح ويجهلني فإذا أنا سجين الكهوف
وسياط العمر التي لا تمتلك إلا النبض البطيء ؟
هل تختلف الخناجر حول جسدي وروحي ..
وهل يتكاثر علي الوشاة تكاثر الذباب حول الفريسة ؟..
دائماً أزعم البراءة والسماح والحب الجميل
فيبكي علي العمر وتحزن من أجلي الأشجار
أية أجنحة تتدفق مع الموسيقى فلا تطرب لها ريح ..
أية أحزان تتطاير شائهة على أعتاب السيدة
الجميلة فلا تفتح لها الأبواب ؟
أية شفاه تمتلئ بعطش الحزن ..
فلا تغني لها سماء ولا ينتشي بها نهر
ولا ينهض حطام المراكب الغرقى بكنوزها ؟..
أهم العشاق يتسولون معي عطية العابر ..
ولا عابر يمد يده بوردة أو بسنبلة أو بقطرة عطر ..
غير العبوس والسخرية واللامبالاة ؟.
هل يجيء وقت تعانقني يدها فلا أتلوى على حريق الرمل
ولا أنهار في السراديب الغامضة تضرب بي
سياط الجلادين ؟
آآآآآآآآآآآآآه
أنا الذي أروي وردة العشق بدموعي فهل تقترب مني
أميرة الممالك تسأل عن جرحي وأشواقي ؟
هل تجيء مع الضوء الأول لأنهض قبل رماد الغضب
ولأتعهد لها أن أكون هنيهة الحب لا أهتف إلا باسمها
ولا أخرج من صمتي إلا لها
لا أكسب سنبلة القمح إلا من أجلها
ولا تشرق شمس إلا لتقبل فمها
ولا يجيء التفاح إلا ليلامس شفتيها
لمن يبتسم الشعر في الذاكرة
تباركه بالإنصات الجميل
وتردده كالأغنية وتقول لبيت القصيد :
آآآآآآآآآآآآه
هل يمزق قلبي ملح الندم بعد
هذه النداءات المتوالية ؟
هاهي السيوف تتطاحن فوق جسد العاشق
النبيل فمن ينقده من صليل السيوف
إنها صخور تهطل كالمطر على أناملي المسمرة بحديد الليل
فمن يوقف هذا النزف من تحت الأظافر
سيد الأحزان قلبي
يبكي بصمته الغريق
فلا تجترحه معجزة ولا يبدده سراب
من يسمع من وجيب الصدر الكلام المحال
من يروي عمري بحصاد السنين
فلا فائدة من كل كسب في الدنيا إذا لم يكن
وجهها شمس الشروق وقمر الليل
وندى الصبح لحظة تستيقظ الأفئدة
والعيون ؟
أسأل النهر والعشب على الضفاف من يجد لقلبي
مرفأ سلام
من يداعبني بالأمل الكاذب وأنا العارف
بكل ما في الحياة قبضة ريح وباطل
أيها الوجه الشاحب بأوراقك اليابسة
أيتها الغابة المنسية وراء الجزر البعيدة
أيتها القمم العالية التي لم يدنسها قدم مخلوق ..
هل من مكان لي صغير بحجم الجسد
هل من أوراق ندية خضراء تتساقط
فوق جسدي لحظة الانتهاء كفناً ..
أستر فيه جثتي وليس على فمي
غير زهرة الحب الخالدة ..
تبقى وحدها تموت وتحيا وتحيا
وتموت كلما تعاقبت الفصول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق