سيَحكي للورى عمّا دهاها
وعنْ صمتٍ لسادنِها رَزاها
وعنْ نهرينِ جفّا في بلادٍ
وعنْ مُدنٍ تضجُّ بمنْ غَزاها
وعنْ أهلٍ لها قدْ قايضوهمْ
بعبدٍ أعلنوهُ بها إلها
وعنْ قيثارةٍ تبكي نهارًا
يشوّهُ صوتَها داعٍ نَعاها
أضاعوا "شهرزادَ" وألفَ ليلٍ
و"إينانا" لقتْ منهمْ رَداها
وعاثوا في ليالي الكرخِ فِسقًا
سيُخبركَ الحقيقةَ جانِباها
.......
أتى ابنُ زُريقَ ظمآنًا ليُلقي
قصيدتَهُ الوحيدةَ في هواها
أتى ليقولَ : عُدتُ لها وإنّي
قدِ استودعتُها قمرًا أواها
أتاها كي يعانقَ في تفانٍ
حبيبتَهُ التي يرجو لِقاها
أتى بغدادَ يقصدها بقلبٍ
يغازلُ نخلَها صَبّاً أتاها
فما وجدَ الحبيبةَ، قدْ سَبوها
كجاريةٍ يغطيها عُراها
ستذكرهُ وتبكي كلّ يومٍ
وتبحثُ في الرصافةِ عن فَتاها
هنا سُرقتُ قصيدتهُ بصبحٍ
وسارقُها جِهارًا قدْ تَلاها
وحتى نخلها ظمئٌ يعاني
بَلادةَ فأسِ حطّابٍ تلاهى
وأنكرهُ الثقاتُ بألفِ عهدٍ
لتفتقد الحقيقةُ مُحتواها
فباتَ ابنُ المدينةِ دونَ مأوًى
تهشُّ سنينَهُ طرقٌ مَشاها
أيا ابنَ زُريقَ عُدْ من حيثُ جاءتْ
خطاكَ ، هنا الخديعةُ لا تُضاهى
هنا السّراقُ فيها قدْ أغاروا
على شغفِ الحياةِ ومُقتضاها
فبيتُكَ يا ابنَ بغدادٍ مُحاطٌ
بقناصينَ يَرْدونَ اشتباها
فما عادتْ ديارُكَ في أمانٍ
ولا حتّى الدروب ولا خُطاها
وعجّلْ فالرصاصُ بلا وِقارٍ
وشَمّرْ عنْ خطاكَ بلا مُناها
ولا تَسلِ المدينةَ أينَ باتتْ
حبيبتُكَ الجميلةُ، لنْ تراها
بلا عنوانَ دوّنها وردّدْ
قصيدتَكَ السليبةَ في أساها
على طرقِ الحقيقةِ قلْ بأنْ لا
"تُسرُّ سنابلٌ، عَبدٌ سقاها"
فكمْ أهدرتَ أعوامًا لتحكي الحقيقةَ
ظامئاً تنعى رُؤاها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق