مَدينَةُ الْحب
يُقالُ بَعيدَةٌ ؟
وسَوْفَ تَطْلُعُ
يَوْماً مِنْ
مَغْرِبِ الشّمْس..
تَجيئُ تَجْري
كَالْفِرْدَوْسِ أوْ
تَهِلُّ كَالْهِلالِ مِنْ
زَبَدِ الْبَحْرِ.
وحَذارِ تَقولُ
الْعَرّافَةُ أنْ تَخْتَنِقَ
مِنَ دُخّانٍ فـِي
باحَةِ الْقَلْب..
سَيِّدَةُ الشِّعْرِ
لَدى الشُّراءِ.
وسَيِّدَةُ الْقَلْبِ
كَزَهْرَةِ ياسَمينٍ
عِنْدَ الْعُشّاقِ.
أسْمَعُ آهاتِها يالَيْلُ.
وكَمْ هِيَ مُرْهَفَةٌ؟!
مَدينَتي..
عاشِقَةٌ تُقاتِلُ فـِي
جَبْهَةِ الشّمْسِ
لِيَسودَ الْحُبُّ
والشِّعْرُ والْفُنونُ.
تَبْدو كُلِّيّةَ الْحُضورِ
تَظْهَرُ عَلى
شَكْلِ غَزالَةٍ
لَكأنَّها..
مَسْكونَةٌ بِـيَّ!
مَنْ يَرى مَدينَتي
ولا يَعْشَقُها؟
تَجيءُ كَأنّما
تَهْربُ تَسُدُّ
كل الطرق في
ساحاتها ..
تقام الأعراس
وعَلى أبراجها
تَحُطّ النوارس
إذْ لَمْ تَعُد حُلماً
وتَرْتَجِلُ كُلَّ أهْوائي!
لَيْسَ لِـيَ غَيْرُها فـِي
الْجُغْرافْيا والْخَرائِطِ
وهِيَ ما الأعْيُنُ
تَرى عَلى الأسْطُحِ
أنا ذاهِبٌ مَعَ
الْعُشّاقِ إلـَى مَوْعِدِها
بالنّبيذِ والْعُطورِ..
إنّها امْرأتِـي
يا أولي الألْباب !
تَنْهَضُ مِنْ لَيْلٍ
وتُداري عُرْيَها فـِي
كُتُبِ الْمَدْرَسَة
كَقَمَرٍ لا يَعيبُ..
خَوْفَ أنْ يَأسرَها
الليْلُ أوْ تُتَّهَمَ
بِالْفَضيحَةِ.والْكُفْرِ.
فَيُدْرِكَها الْغَرَقُ
عَلى يَدِ الملتحين
الهمج أو ..
المتطرفين الطُّغاةِ ؟
لَقَدْ ذَهَبَ الْعُمْرُ..
تَنْهَضُ مِثْلَ
هِسْبْريسْ مِنَ
الْبِحارِ مَدينَتي!..
لِيَلْعبَ مَعَها الطِّفْلُ
الّذي بِداخِلي؟
كَمْ يَنْبَغي أنْ
أنْتَظِرَها تَجيءُ
فـِي الصّدى؟!
أُحَدِّقُ بِألَمٍ بحْثا
عنْها وَراءَ الأفُقِ.
وهَلْ تَأْتـِي مَدينَتي
الْبَعيدَةُ حَتّى
تَحْتَفِيَ بِها..
طيور السنونو
والصِّغارُ والأزْهار؟
نائِيةٌ..
مَدينَتي الْعَنيدة.
ولَن أحْيا
طَويلاً حَتّى أراها
وقَدْ تهَيّأتْ
لِـيَ كَمائِدَةٍ فـي
عُرْيِها الْحضاري..
وذاك لَيْلٍ طَويل؟
فـي أيِّ أرْضٍ
أراها أوْ أجِدُها
حَتّى أنْسى..
عَذابَ السِّنين.
مَدينَتي بَعيدة..
كالّتي أحَبّها
أوليس أيْضاً..
يَأتـي الْمَساءُ وسأظَلّ
فـي التّيهِ
عَنْها أُفَتِّشُ؟
وما زِلْتُ تَحْت
الشِّتاءِ بِقَميصِيَ
الْبَليلِ فـي
حَسْرَةٍ أنْتَظِرُ..
أحْفرُ اسْمَها عَلى
أحْجارِ السّورِ أقولُ
عَلّها تأْتـي..
ولكِنّ الْكَواسِرَ
فـي الطّريقِ ومَوانِعَ
شَتّى أفْدَحُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق