هناك زوى وانكفأ القلبُ المعذبُ
راح يئنُّ مصلوباً على خشبةِ الشوقِ
سماءٌ سوداءٌ داكنةٌ خلتْ من الكواكبِ والنجوم
هديرٌ صارخٌ في شرايينه ...
هكذا تراءى له الكون عدماً فارغاً من كلِّ مضمون ...
كونٌ جامدٌ ميتٌ يتسرَّبُ الصقيعُ
الى عروقهِ فيتلاشى وينتهي ...
يترقبُ شروقَ شمسه الوحيدةِ
هي وحدها من ينتظرها لتشرق وتبشرَ ببزوغِ فجرٍ جديد...
لا يريد من الكون سواها . يحلمُ بكونٍ جديدٍ
تملأه وتدفئه شمسُ أحلامه
كلُّ يومٍ يراها في حلمه وقد أضاءت بنورها حنايا الكون
تبثُّ وتبعثّ في روحه الدفءَ ورغبةَ الحياة
منذ الدهور ينتظرها ملأ حدائقَ الكون أزهاراً جميلة
جمع كلَّ الأزهار التي تحبها النرجس الفلُّ الياسمين
الكاردينا والتوليبُ بألوانه واشكاله ...
ابتكر من كلِّ نوعٍ من الزهور أشكالاً بلونِ الموف
شمسه تحبُ الموف تبتهجُ تنتعشُ لرؤياه
فتزدادُ إشراقاً وتألقاً
خلقَ لها كوناً فريداً لا يشبه الأكوان ...
بأنامله الشاعرية وخياله المبدع صاغَ ورتب كلَّ شيءٍ
حسبما تُحبُّ وتهوى شمسهُ الغالية
وعدَها وعاهدها أن لا يكون لكونها مثيلاً
هذه شمسه منذ بدءِ الوجود كيف لا يخلقُ لها ما تشاء؟
ويصنعُ لها ما تحبُّ وتهوى ؟
رباه ها هي تُطلُّ تُشرقُ على الكونِ
يتلألأُ نورُها بهياً ساطعاً
تنسابُ حرارةُ الحبِ في حنايا وثنايا الوجود
يرتعشُ قلبه تتعالى خفقاته
تختلجُ روحه من جديد تعود اليه الحياة ...
شاعر النرجس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق