حينما قتلني الجميع ،
منْ كانَ يجمعُ اشلائي ؟
ربّما كانت هناكَ قطرةٌ
عالقةٌ فيّ تبحثُ عن آخرَ حرفٍ
من كلامٍ متجمدٍ في المنّحر ..
منْ كانَ يرددُ معي
-أين مكان الموت-
لا أتذكرُ اسمهُ ابدا
بل أعرفُ وجهَهُ المكتظَّ بدورانِ النواعير ،
شريانهُ الابهرُ ، على ما اتذكر ،
أكبرُ من قلبي بقليلٍ بل يعلو حتى رأسي
كانَ يطلقُ عليَّ فقاعةَ الانفعال
كلّما أنوي العيشَ أو عندَ المحشر ،
عند المعشرِ ، عند جعجعةِ المعارك ،
يومَ يكررُ النداءَ ، لا من عَلمٍ يرفرفُ فوقَ المدفع
كي يعلنَ البدايةَ من الحدودِ إلى ثقبٍ أصغر ،
الآمرُ والرئيسُ يلوذان
خلفَ نصبِ النصرِ الأخضر
بينما جعبةٌ خاويةٌ
تلوذُ بخصرٍ خائرٍ فيها صافرةٌ قديمة
تأكلُ سيقانَ الاستعدادِ على الريقِ ،
قرارٌ نحيفٌ في حضرةِ ورقةٍ بيضاء
يراقصُ قلماً عازبا لا يملكُ ابجدية
في هذا الأثناءِ أنا أطبعُ ثمّ أطبعُ حروفَ العلّة
حتى كادت صحفُ العالمِ شبه ثورية ،
يفوحُ الخدرُ من لهاثي
وراءَ سرابٍ مطمورٍ بفيضانِ نوح …
فارَ التنورُ ولن يستقرْ الصراخُ أخيرا
في قعرِ اللّهفةِ دون حراك
أو نَملةُ النعاسِ آيلةٌ الى غفوةٍ
أحيانا تداعبها لوامسُ اليقظةِ فوقَ بساطٍ أحمر ،
نحنُ العاطلونَ عن الأملِ
معروفونَ بشدِّ التمائمِ تحت الإبطِ الأملس
نبحثُ في دكاكين ( الشيباني )
عن نبوءةٍ تفعّلُ الأكاذيب ،
نحنُ الغاطسونَ نركبُ بعضنا بعضا
ننشطرُ كالطحالب ونرقصُ حتى في الموج ،
نتوزعُ بالتساوي على إرثِ الطلاسم
المنزوعِ من التفكيرِ والتأويل
أنينُ السعفةِ حصةُ الأكبر ،
يا أغنى نصيبا في ذخيرةِ الحظّ ،
ونحنُ نتصارعُ بمحضِ إرادتنا
لأجل أن يكونَ الجوعُ أطولَ من النخيل
ولو بشبرٍ وارد ، تعبنا والله من القياس ،
دعنا نتفرقُ كي نتسلى بعناقيد الهمّ ..
البصرة /١٩-١-٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق