ألا قُل لي..
أعُدْتَ مِن
سَفَرٍ طويل ؟
لَكَ بَهاءُ الْمَليحَةِ
مُمَدّدَةً..
وحْدك النّشيدُ
الوَقورُ أيُّها الشّيْخ
أنْت هُو أنْتَ..
في الخَرائطِ
تتَعَرّى للرِّياح.
شَقْراءُ
مُهْرَتُكَ الغاضِبَة
أنْت أغانٍ مُتَناثِرَةٌ !
تسْبحُ كالطّيْرِ
ومالَكَ لا تسْتريحُ ؟
كمْ..كَمْ أنْتَ
جميلٌ أيُّها السّاري !
تنْسابُ غيْماً.
ها أنْت ذا..
اَلأفُقُ الرّحْب
تَسيرُ مِثل
فُلْكِ نوحٍ..
تَسْتَنْسِرُ في مدى
الأوطان والأزْمان.
ليْس كثيراً..
أن يَضُمّك خافِقي.
أنا هُنا فوْق
الجِسْر أيُّها الفجْرُ
أعُدُّ لكَ الوِلاداتِ
وَسَطَ الأخْضَرِ.
ماذا أرى ؟..
أهذا ما عَزْمُكَ
شَيّدَ أمْ..
عَزْمُ الرِّجالِ ؟
أرى الحَرْبَ الأخيرَةَ
تَكْنِسُ عنْ ضِفافِكَ
ما تبَقّى مِن دَمِ
الحَرْبِ تَسْتَحي مِنْكَ
مِثل عاهِرَةٍ وَتُغطي
بِبَرْقَعٍ وَجْهَها !
إلى أيْنَ تأْخُذُني ؟
لكَ انْعِكاساتُ بَريقٍ.
جذلى وُعولُ مِياهِكَ
الجامِحَةُ وَقدْ هدّتِ
السّورَ الحَزينَ
تحْت الشّهُبِ.
إلى أيْن تَهْتَزُّ
بيَ صافِناً على
هذا النّحْوِ..
مِثل مَلِكٍ ؟
خذْني مَعَكَ إلى
أقاصٍ بِها أحْلُمُ.
أنْت غَبَشٌ وَحُداء
أنْت خمْرٌ..
ومِنْ فرْطِ
النّدَمِ أيُّها السّكْرانُ
بِما لَيْس لي
أنْت جُرْحٌ !..
فَلا تأْسى.
مِن كُواكَ أُطِلُّ
السّاعَةَ على
أبراجِ الحَمامِ
والْمُدُنِ الجَميلَة.
أنْت الرّذاذُ
الذي يَسْقُطُ الآنَ.
تَمْشي مِثل
امْرأةٍ شَهِيّةٍ
فاغْتَنِم صفْوَ
الليالي ولا تَغِبْ!
تنْداحُ في
كَفِّكَ النّهاراتُ
شاسِعَةٌ أرْيافُ
صَهيلِكَ صَوْبَ ظِلٍّ
لا شيْءَ يوقِفُكَ..
تَلْتَحِفُ التِّيهَ عبْرَ
الغاباتِ كأنّما تبْحَثُ
عنْ حانَةٍ أيُّها
النّهْرُ الهَصور.
لا غُبارَ
عليْكَ تسْتَأْسِدُ
تَصيدُ الفُهودَ في
سَماءِ لَوْحةٍ ! !
وحْدَكَ ذا باعٍ:
أنْت خَطٌّ طَويلٌ
مِن الأحْلامِ والزّبدِ.
وَحْدَكَ في غَلَسِ
الرُّؤى تَصوغُ
امْرأةً مِن بِلّوْرٍ..
تُدْلِجُ صَوْبَ
الأغْوارِ إلى ما
هُوَ أعْمَقُ مِنَ
الْمَشارِفِ والقِباب.
لكَ شَهَواتي
تتَهادى بِها
في الْمَسافَةِ.
ها قدْ سَطّرْتُ
على صَدْرِك
أحْلامِيَ لكَ
مِنّي الوُدُّ وأنا
أتَفَرّسُ في
حِسانِكِ شَغوفاً
بِهِنّ معَ الصّعاليكِ
وَأكادُ أنْ أهُمّ..
ولكِّن العَفافَ
هُنا يَصُدُّني !!
محمد الزهراوي
أبو نوفل
مدينة كولون/ ألمانيا
------------
مداخلة الشاعرة..
مالكة حبرشيد
يطلُّ الحلمُ من
حِباب الجرحِ
نورسا ....محلقا
بين النارِ والنداء
تفسحُ الغيومُ الطريقَ
لعرسٍ قادمٍ
يعقدُ قرانَ الحقلِ بالمزنِ
يحيي جذورَ أفراحٍ
انحبستْ خلفَ البحرِ
هاهي تنهمرُ
ليتفجرَ الصخرُ مِسْكًا
على ثرى الروح
يطلعُ الشجرُ
من عمقِ الرمادِ
فجرًا ربيعيا
وصوتُ سفائنِ العشق
يحملُ مهرَ
عرائسِ الشطِّ
قصائد استوتْ حروفُها
بعدما كانتْ مائلةً
هي من مواليدِ شروقِ
تنبعثُ اللغةُ
من أفواهِهمُ طاهرةً
فيشتعلُ الغيابُ
حضورًا قزحيا
يُفرحُ قلوبا محزونةً
طالما حلُمتْ بالغيثِ
في فصولِ القحطِ !....مرحبا بالقدير محمد الزهراوي ...وهذه الملحمة التي تؤرخ للماء والتراب ...والانسان اذ يحمل على عاتقه عبء الاحلام الافلة ....
مالكة حبرشيد
----------
المالِكة الرئعة.. ما أجمل أن تنوء أعْناقُنا بِمِثْل هذه الأحلام ألا ترَيْن أنّنا نتَفوّق بِها
على الأباطِرة وملوكِ الشّرق والغَرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق