صدر للأديب جاسم محمد صالح كتاب جديد بعنوان ( اساسيات الكتابة في مسرح الاطفال)، مسرحية اصدقاء الشمس تطبيقا
يتحدث صالح في هذه الكتاب عن تجربته الشخصية في اختيار وكتابة مسرحياته، حيث يتناول الاديب جاسم محمد صالح في مقدمة الكتاب، تجربته الذاتية في الكتابة والإبداع في مجال قصص الأطفال ،
مبينا ان الكتابة للطفل من خلال تجربته
في تدوين التجربة الذاتية تعد من أصعب الأعمال التي يواجهها الكاتب، لأنه من الصعب على الكاتب أن يتمكن من ذلك مهما كانت قدرته وإبداعه، لأن التفريق بين سمات التجربة الذاتية وبين وسائل الإبداع الأخرى صعبٌ جداً، وتكمن الصعوبة والحرج في هذا الخلط الذي قلما يستطيع أحدٌ تجاوزه، ومع هذا فإن الخوض في هذا المجال ما هو إلا تجربة.
موضحا ً بأن التجربة قابلة للفشل أو للنجاح وكلتا الحالتين تقدمان شيئاً للفكر وللإبداع وللتراث الإنساني والحضاري الذي نطمح كلنا لأن نساهم فيه ونصنع لبنة ربما ستكون متميزة وذات تأثير وأهمية.
وتطرق الاديب الى فن الكتابة من أكثر الفنون اقتراباً من ملكات الأطفال وأذواقهم وأكثر قدرة على تنمية وصقل المواهب والإبداعات… قائلا " معاناتي أنقلها إليكم عسى ان تكونوا أكثر قرباً مني وأنتم تشاهدون أو تقرؤون إحدى مسرحيات التي أحبها الأطفال وصفقوا لها كثيراً في أكثر من عرض، ونالت الكثير من الجوائز كما انها شاركت باكثر من مسرح ومهرجان"، كما
تناول المؤلف فكرة فن الكتابة للأطفال مؤكدا إن ((الكتابة بدءاً لا تكون إلا من خلال المؤلف فهو الذي يحدد ما يعمل، حيث تختمر الأفكار في ذهنه وتتصارع ، فهناك شيء يدعوه ويوجه طلبات متتالية إليه ، يحس المؤلف انه مقدم على إنجاز شيء فيلتفت يميناً وشمالاً، إنه محاط ومحاصر برغبة ملحة في كتابة مسرحية للأطفال, أية مسرحية،أبطال وشخوص كثيرون يمرون أمامه، ذهنه ممتلئ بهم، أفكار مختلفة ومتنوعة , تتأرجح الرغبة، تُرى أيَّ نوع من المسرحية يكتب ؟،هل يكتب مسرحية لأطفالٍ دون سن التاسعة ؟، حيوانات صغيرة مألوفة، حوار بسيط، فكرة موجزة ، وقت قليل, أهذهِ هي صفات المسرح لهذا العمر؟، أم أنها مسرحية لأطفال فوق التاسعة ولها أيضاً مواصفاتها، حيث كل شيء يتعقد وينمو؟, أم أنها لأطفال تجاوزوا الثالثة عشر حيث تدخل المغامرات والأساطير والأبطال المتفوقون وعلى خط آخر يفكر الكاتب بالأشخاص الذين يمثلون المسرحية هل هم أشخاص أم حيوانات؟ أم أنهم دمى؟ والدمى على أنواع أشهرها القفازية وتلك التي تتحرك بواسطة الخيوط أو بصورة سطحية ذات بعد واحد مسطح، ولكل نوع من هذه الأنواع طريقة في الكتابة , طريقة في الحوار, طريقة في الحركة والإخراج والمؤثرات وللديكور النصيب الأكبر والأكثر تعقيداً في هذه المعاناة )) .
موضحاً(لقد حددت في ذهني أي نوع من المسرحية أكتب، فقد وضعت نصب عيني احتياجات مسرحيتي التي أرغب في كتابتها وبدأت الأفكار تتصارع مختمرة في ذهني، أمسكت الورقة والقلم بقوة ورغبة شديدة، لكنني ما زلت متردداً وخائفاً، ففكرة المسرحية تتكامل في مخيلتي لكن أشخاصها لم يتوضحوا لي كلياً، أبعاداً وأعماراً وأنواعاً، هناك خطان من الشخوص متباعدان لا ثالث لهما، شخوص فاضلة وشخوص شريرة بغض النظر عن نوعية وماهية تلك الشخوص، إنني الآن أواجه أزمة اختيار، أي شخص أختار، شخوص الخير كثيرون : حمامة، بطة ، عصفور، دجاجة، غزال، فراشة ، وربما بقرة أو حصان أو خروف ، وشخوص الشر أيضاً كثيرون ، لنقل افتراضاً: ( ثعلب ، غراب ، قنفذ، ذئب، ابن آوى ) ، لكنني أُفاجأ أيضاً بقائمة شخوص غير منتمية للخير او الشر تحديداً، فالأسد ربما يكون خيِّراً، أو شريراً وكذلك الكلب والحمار والقطة وربما الفأرة ، لا نستغرب من ذلك ، أنا شخصياً أكره القطة فهي شريرة في نظري وربما أنت تحب القطة وتعدها من أفضل المخلوقات جمالاً، فإذا اختلفنا في وجهة النظر وكنت أنا الكاتب وأنت المشاهد كان عملي المسرحي رديئاً بنظرك حتى لو امتلك أعلى مراحل الإبداع والخيال والتصور)، موضحاً ان (اختلاف الرأي هنا أفسد في الود قضية، فلو كان نقيضي هذا ممثلاً لعملي لخرج دوره الذي يمثله باهتاً وضعيفاً وتهامس المشاهدون فيما بينهم، إن حبكة المسرحية ضعيفة، لا تنسوا تراخي الممثل وعدم تعاطفه مع ما يمثل من دور، وأمسكوا بـ(قميص) المؤلف المسكين وصبوا عليه سيل انتقاداتهم، فلو تركنا هذا وذاك وتعاملنا مع بعض الحيوانات ذوات اللون المميز، الغراب مثلاً فإن جعلناه سيئاً وأن الله عاقبه وجعل لونه أسود فإن المؤلف سيتخذ له مكاناً متميزاً للعداوة في مجلس محاربة التمييز العنصري وحُرمت عليه زيارة أفريقيا تحريماً نهائياً، وربما نسوا أو تناسوا أن المؤلف أيضاً ربما يشارك الغراب لونه والله أعلم).وتابع صالح (أحياناً أشعر بحرج بوصفي مؤلفاً حينما أقف أمام الحمامة البيضاء وأمام الذئب الرمادي والثعلب الأشقر وأمام طير السند وهند (السنونو) بلونيه الأبيض والأسود، ومع كل هذه الاحراجات تجاوزت هذه العقبة مجبراً ليس إلا، أقف أمام الحيوانات مذهولاً ، كلها تناديني في وقت واحد، كلها تهتف باسمي، كلها تقول: أنا، أنا، أنا، و(أنا) المؤلف الحائر المسكين أقف مذهولاً بينهم ، تُرى ما الفرق بين الدجاجة والديك والحمامة والبلبل والعصفور والسنونو والهدهد في الطبيعة الحيوانية وفي مجال الخط المسرحي والحركة التوليفية، كلهم طيبون ويحبون الأطفال).
يتناول الاديب صالح تجربته الشخصية في الكتابة لمسرحية الطفل
ولنسلط الضوءعلى مسرحية (أصدقاء الشمس) وفكرة المسرحية تقوم على عملية سرقة الشمس من الغابة من قبل مجموعة من الأشرار... وتقوم مجموعة الخير باستعادة الشمس من هؤلاء الأشرار… ويبدأ احتفال الفرح بعودة الشمس وهم يغنون:
((مهما احتالوا… مهما فعلوا،
تبقى الشمس هي الشمس،
يبقى لقياها عرسُ،
مهما احتالوا، وأرادوا من شمسي النيل،
سيدق ناقوس الويل،
وستهب أشباح الليل،
نور الشمس.. هو الشمس،
وتبقى الشمس هي الشمس،
ويبقى لقياها عرسُ )) وهنا يشرع الاديب صالح بالقول
ان الكتابة بدءاً لا تكون إلا من خلال المؤلف، إذ هو الذي يحدد أصلاً ما يعمل، حيث تختمر الأفكار في ذهنه وتتصارع أنواعاً وأشكالاً، فهناك شيء في نفسه يدعوه ويحثه ويوجه طلبات متتالية إلى عمق ذاته، يحس المؤلف انه مقدم على إنجاز شيء، يلتفت يميناً وشمالاً، إنه محاط ومحاصر برغبة ملحة في كتابة مسرحية للأطفال… أية مسرحية، أبطال وشخوص كثيرون يمرون أمامه، ذهنه ممتلئ بهم، أفكار مختلفة ومسرحيات متنوعة تتأرجح الرغبة، ترى أي نوع من المسرحية يكتب، هل انه يفكر في كتابة مسرحية لأطفالٍ دون سن التاسعة، حيوانات صغيرة مألوفة، حوار بسيط، فكرة موجزة ، وقت قليل.. أهذهِ هي صفات المسرح لهذا العمر؟، أم أنها مسرحية لأطفال فوق التاسعة ولها أيضاً مواصفاتها، حيث كل شيء يتعقد وينمو؟.. أم أنها لأطفال تجاوزوا الثالثة عشر حيث تدخل المغامرات والأساطير والأبطال المتفوقون، وعلى خط آخر من نفس المسألة، يفكر الكاتب بالأشخاص الذين يمثلون المسرحية… أهم أشخاص؟ أم حيوانات؟ أم أنهم دمى؟ والدمى على أنواع أشهرها القفازية وتلك التي تتحرك بواسطة الخيوط.. أو بصورة سطحية ذات بعد واحد مسطح، ولكل نوع من هذه الأنواع طريقة في الكتابة.. طريقة في الحوار.. طريقة في الحركة والإخراج والمؤثرات وللديكور النصيب الأكبر والأكثر تعقيداً في هذه المعاناة.
موضحا انه قد وحدد في ذهنه الآن أي نوع من المسرحية سيكتب، فقد وضع نصب عينيه احتياجات مسرحيته التي يرغب في كتابتها وبدأت الأفكار تتصارع مختمرة في ذهنه.. أمسك بالورقة والقلم بعنف ورغبة شديدة، لكننه ما زل متردداً وخائفاً، ففكرة المسرحية تتكامل في مخيلتي لكن أشخاصها لم يستوضحوا له كلياً، أبعاداً وأعماراً وأنواعاً، هناك خطان من الشخوص متباعدان لا ثالث لهما، شخوص فاضلة (شخوص خيرة) وشخوص شريرة , بغض النظر عن نوعية وماهية تلك الشخوص... هنا يواجه الكاتب أزمة اختيار، أي شخص سيختار، (شخوص الخير ) كثيرون : حمامة، بطة، عصفور، دجاجة، غزال، فراشة… وربما بقرة أو حصان أو خروف… و(شخوص الشر) أيضاً كثيرون، لنقل افتراضاً: ثعلب، غراب، قنفذ، ذئب، ابن آوى، لكنه تفاجأ أيضاً بقائمة من الشخوص غير منتمية للخير أو الشر تحديداً، فالأسد ربما يكون خيِّراً… أو شريراً وكذلك الكلب والحمار والقطة وربما الفأرة… لا نستغرب من ذلك … فهو شخصياً يكره القطة فهي شريرة في نظره وربما أنت تحب القطة وتعتبرها من أفضل المخلوقات جمالاً، فإذا اختلفنا في وجهة النظر… "وكنت أنا الكاتب وأنت المشاهد كان عملي المسرحي رديئاً بنظرك حتى لو امتلك أعلى مراحل الإبداع والخيال والتصور".
هنا اختلاف الرأي أفسد في الود قضية، فلو كان نقيضه هذا ممثلاً لعملي خرج دوره الذي يمثله باهتاً وضعيفاً وتهامس المشاهدون فيما بينهم: إن حبكة المسرحية ضعيفة ، لا تنسوا تراخي الممثل وعدم تعاطفه مع ما يمثل من دور،
ونوه صالح لو تركنا هذا وذاك وتعاملنا مع بعض الحيوانات ذات اللون المميز، الغراب مثلاً: فإن جعلناه سيئاً وأن الله عاقبه وجعل لونه أسود , فإن المؤلف سيتخذ له مكاناً متميزاً في مجلس التمييز العنصري وحرمت عليه زيارة أفريقيا تحريماً نهائياً… وربما نسوا أو تناسوا أن المؤلف أيضاً ربما يشارك الغراب لونه والله أعلم.
لهذا فهو أحياناً يشعر بحرج باعتباره مؤلفاً وهو يقف أمام الحمامة البيضاء وأمام الذئب الرمادي والثعلب الأشقر وأمام طير السند وهند (السنونو) بلونيه الأبيض والأسود… ومع كل هذه الاحراجات تجاوز هذه العقبة مجبراً ليس إلا ، وهوالان يقف أمام مجلس الحيوانات مذهولاً , كلها تنادينه وفي وقت واحد… كلها تهتف باسمه… كلها تقول:
- أنا.. أنا.. أنا.
والمؤلف الحائر المسكين أقف مذهولاً بينهم , ترى ما الفرق بين الدجاجة والديك والحمامة والبلبل والعصفور والسنونو والهدهد في الطبيعة الحيوانية وفي مجال الخط المسرحي والحركة التوليفية، حيث يصاب رأسي بالصداع من كثرة التساؤلات، ما الفرق بينهم جميعاً ؟ كلهم طيبون ويحبون الأطفال ولو انتقلنا من فضائية إلى فضائية بحثاً عن المنوعات الأجنبية، كان التساؤل نفسه موجوداً، ما الفرق بين الذئب والثعلب والضبع والنمر، كلها تمتلك خبثاً وشراسة وتبيِّت الأذية للآخرين.
الحقيقة في كثير من الأحيان تكون مرة وأمرّ من الحنظل كما يقول المثل ، فهذه الحيوانات كلها مكروهة ولكن لا يوجد دور مفصل تفصيلاً على حيوان من هذه حيوانات... ومن المتفق عليه تاريخياً على أن الثعلب ماكر, ويستدرك الكاتب ولكن صدقوني إن للذئب مكراً وكذلك للضبع وللنمر، ربما أشد من الثعلب.
واثار صالح
ملاحظة نحن كمؤلفين نساهم في تشويش الصورة لأطفالنا عن مملكة الحيوانات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق