عشقتُها فيكَ
برائحةِ عنبرِكَ المَسفوحِ على سيقانِ سنابلِه
لم يَشممْهُ أحدٌ إلآ شُفيَ من كُلِّ داءٍ إلآ من مسٌّ عِشق . . .
بطعمِ تمرِكَ البرحيِّ هديةً من عمّةٍ كريمةٍ
أطعمتِ العذراءَ جَنيّاً من غيرِ مَنّ . . . ١
بتبرعُمِ الحياةِ على أكتافِ رافديْنِ تعانقا بقبلةٍ
لنْ يفترقا ما حَلِمَ ليلٌ بمطلعِ فجرِه . . .
. . . . .
إنّكَ أحياناً هي
في موكبٍ سومريّ
يستقرُّ في سُرّةِ الكونِ إلهاً
يهَبُ الجُلّنارَ لخدودِ عذارى زقّورةٍ عقُمتْ أنْ تلدَ كمثلِها عُصور . . .
نغَمٌ بحريّ على شفةِ الخليج
يهزُّ أشرعةَ الحَنين
لعودةِ نوتيٍّ أضاعَ ذاكرتَهُ في بحرٍ
يغتصبُ أمواجَهُ عاصفُ ريح . . .
لكنَّهُ عادَ لحبيبةٍ
غزلتْ أيامَ وحشتِها ثوبَ لِقاء . . .
. . . . .
أحببتُكَ فيها من ألفِكَ المُشرئِب ليائِكَ المُندَسِّ في حبلِ الوَريد . . .
عشقتُها
عشقيَ أثداءَ باسقاتِكَ بظلالٍ
يتوسّدُهُ عاشقٌ
يحلمُ بما تمنّعَ عليهِ في المنامِ معشوق . . .
بقبضةِ خِصبٍ
تحملُها عشتارُ ليبابٍ
يغزلُها المطرُ سنابلَ لجفافٍ
تنزّلُهُ السّماءُ سوطَ جوع . . .
لكنّكَ طاعمٌ على مدى ما كنتَ فيهِ تُزار . . .
. . . . .
ننّارُ ٢
تهبطُ . . .
تستحمُّ بلُجةِ هورِكَ الدّافيءِ بأنفاسِ قصبٍ
تداعبُهُ الرّيحُ مزاميرَ
تعزفُ البقاءَ
أنْ سلامٌ على سيّدِ النّور . . .
خرجَ منهُ
وإليهِ الأنبياء . . .
حنانيْكِ أيّتُها السّماء
هل أتاهُ زمنٌ
لا يهتفُ لهُ فيهِ صوتٌ إلآ صُلب ؟
. . . . .
بعيونِها
عشقتُ سوادَ ليلكَ العبّاسيِّ على أنغامِ وترٍ هاربٍ غيثاً لزمانِ وصلٍ في قُرطبة . . .
أراها في لياليكَ الألفِ
تمشّطُ لشهرزادَ جدائلَها على ضفافِ دجلتِكَ على وقعِ( لمّا بدا . . . ) . . . ٣
أتذوبان
أنتَ
هيَ
كما أذوبُ أنا
لرفيفِ جفونِ خَجلٍ تحتَ خِمار ؟
تُرى
أَيملُكُ العُشاقُ رهيفَ قلبٍ
يهزأُ بكُلِّ ما تستبطنُهُ جماجمُ
خلتْ من نافذة ؟
. . . . .
أتذكُرُ بلقيسَكَ المَلاك
لمْ يُنكّرْ لها عَرش
ما كشفتْ . . .
إذْ خطفَها على حصانِهِ الأبيضِ ذلكَ الدّمشقيّ الشّفيف ؟
لتكونَ أيقونةَ عشقٍ خالدٍ على صدرِ الموت . . .
جميلٌ أنتَ حتى به
تكونُهُ لتحيا !
الخالدون
لا يُريدونَ للشّمسِ أنْ تمُنَّ عليهم بضوء
فهم شموسٌ كذلك !
. . . . .
أعودُ إليكَ من رحلةِ عذابٍ
سُندُباداً مُحمّلاً بعاطرِ ما رقصتْ لهُ ثيابُ غانية . . .
فبصرتُكَ مع اللّيوة ٤
ترسمُ إيقاعَ أزمنةٍ بلونٍ سومريٍّ
تجودُ بهِ بيادرُ الحَصاد . . .
حينَ أراكَ على شفتيْها روجاً أحمرَ
لا أفقَهُ من صلاةِ العشقِ سوى تكويرةِ أشتهاء . . .
شطرانِ
يُولدُ الشّعرُ بينَهما رديفاً للحياة . . .
ليكنْ أيّكُما في قلبي
لا تكتملُ الصّورةُ إلآ بحضورِ غائبِه !
. . . . .
كيفَ لا أعشقُكَ وإيّاها في تجلّياتِ العَدويّةِ ؟
بما مزّقتْ بهِ العبّاسةُ خارطةَ العشقِ الممنوعِ تحتَ سطوةِ السّحابةِ الماطرة ؟
غنّاكَ على بعدٍ ابنُ كوفتِهِ الحمراءَ في بريدِ غُربتِه بصوتٍ رخيم ؟ ٥
قد تأخذُني إغفاءةٌ عابرة
غيرَ أنّي أراكَ في عينيْها
الصّديقَ في عُيونِ زُليخة !!
كانون ١ / 2020
الرحمة والسلام إلى روح المعلم الذي أبصرت نور الحروف بين يديه المندائي المرحوم زكي زهرون في مدرسة التميمية الابتدائية في البصرة .
١ - (اكرموا عمتكم النخلة)
حديث نبوي شريف .
٢ - آلهة القمر عند السّومريين .
٣ - أحد الموشّحات ذائعة الصّيت .
٤ - رقصة بصريّة معروفة .
٥ - الجواهري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق