الكلمة : من يصنع الجحيم للآخرين
سيحرق بحطبهم ..........
الاهداء : الى نبينا إبراهيم . ع . نطالب من احفاده اليوم
ان يقولوا بشجاعة .......
نحن من حطم الاصنام ...وليس كبيرهم ...... !
حين مررنا بمحافظة بابل سألتني زوجتي بصوتها الفاضح :
- لمن هذا التمثال ؟
رميت بعقب سيكارتي في الشارع المليء بالاوساخفرأيتها تقفز من مكانها وكأن لدغة المت بها ..وبصوت فاجأني انه لم يك فاضحا :
- انت يامن تدعي الثقافة وترمي ب ....فما بال .....!
تذكرت سفرتي الى الصين وحين اردت ان ارمي بعقب سيكارتي في الشارع النظيف اذ برجل عجوز يركض خلفي ويطلق صوتا اشبه بصوت اوزة مهاتعبة ..وبيده كان يحمل منفضة معدنية تلمع وهو يؤشر على الصفيحة ..ذاك صباح عجيب بقي يعيش في ذاكرتي طويلا وكانت ابتسامة ابنته التي ركضت خلفه توحي بأنها كبصقة في وجهي لم تنشف الى يومنا هذا ...ام الذي اوهم الجميع بأنه مثقف راقي واحس معهم بالاحتواء والرقة وألانسنة.. اقف اليوم امام الروايات التي كتبتها وعشرات القصص القصيرة والندوات التي حشرت نفسي فيها وصوتي الذي بح وانا اردد بصوت جهوري :
- الثقافة ليست معرفة فقط وكذلك الأديان اقرت انها سلوك اهم من كونها معرفة
احسست بتقزمي وغثيان مريب تملك روحي واحتل وجداني .
- وهذا التمثال لمن ؟
عدت الى نفسي والى حجمي المزيف وغصة تملأ ذاك القزم الذي يقود سيارة قديمة في شوارع جديدة ومغسولة :
- هذا للطاغية الذي حطم مدينة الحلة !
فالجكومة الفاضلة أصدرت قرارا بأن يصنع للاوغاد تماثيل تشبه الاصنام ... وأن لاننسى من منح روحه في إضفاء البهجة والألق على الحياة والناس ..ونعمل لهم تماثيل تحاكي المجد ,,وانت تمشي في بغداد يمكنك ان ترى صنم هولاكو الذي حطم بغداد وهو يحمل بيده معولا دون ان يعرف ان بغداد ام الدنيا لاينفع معها معولا ...واذا قادتك ساقيك الى منطقة الفضل سترى تمثالا كبيرا للباشا نوري السعيد وبيده باكورة وصنم لقائد تركي طويل القامة بشارب كث ويحمل بيده عصا بلون العنب الأسود وهما يتجادلان حول متر واحد من الأرض ..متر واحد فقط هذا يؤشربباروكته هناك وذاك يوميء بعصاه هنا وعلى مبعدة قليلة ينتصب تمثال جميل لالفنان الشعب سليم البصري ..واذا ماقادتك الاقدار الى الكوفة لمتعت بصرك بتمثال البهلول الكوفي وقد خطت على قاعدته مثله المعروف وبلهجة شعبية< الياكلة العنز يطلعه الدباغ > وحين عدنا الى بغداد اخبرتها بعزوفي عن الذهاب الى البيت فدعوتها على العشاء في كشك صغير يمتد بمقاعده الى حديقة غناء بأضوية ملونة فاضحة أيضا هذا الجو اعادني الى المرحوم الفنان كامل القيسي وهو يلومني قائلا :
- انت لا تعرف كيف تسوق نفسك ..فأنت اشهر كاتب غير معروف !!
وغص في ضحكة طويلة وكحة أطول لم تنتهيا الا بقدح ماء اندلق في جوفه بصعوبة ..وحين استعدت سيرتي الذاتية وما شابها من سؤ طالع وفشل متوصل ..كدت ابكي لولا وجودها معي وهي مستغرقة في النظر عبر نافذة سيارتي القديمة ..كانت تبدو مستمتعة بالطعام والمقبلات والحلويات . غيرت طريقي المعتاد عبر مقبرة الشعراء الى طريق ضيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق