يا سارقَ الشّوقِ قدْ جفّت مَغَانِــينا
واستنكرَ القلبُ أحقاداً نَــمَتْ فينا
.
ما كنْتُ أَدْري بأنّ الحِقْدَ يَقْــتُـلُنا
حَتّى الْتَقَيْتُ بِمَــنْ بِالحِقْدِ يَرْمِينا
.
مَنْ ذَا يُـجاري لَئِــيماً في مُجَامَــلَةٍ
وفي مُحَيَّاهُ تَلْقى الإثـــم لا اللّيــنا
.
تَرَاهُ يَجْري وَرَاءَ الكَـيْدِ فِـي وَلَـــهٍ
لا عَقْلَ يُلْجِمُهُ أو عُــذرَ يُنْــجِــينا
.
حِيْناً يَثُــورُ وبِالتَّــكْبــيرِ يَصْرَعُــنا
طَوْراً يَمُورُ بِـنارِ الكُــفر يُصـلِــيــنا
.
كَيْفَ السَّبيلُ لِرَدّ الضّــيمِ عن قِـيَمٍ
من شرّ وغدٍ أَبَــاحَ العَرْضَ والدِّيـنا
.
يا رَبّ عِذْنا أذاةَ البَــينِ من بَــشَرٍ
لاذَتْ بِشرعٍ فَـسَنَّـتهُ قَوَانــيـــنا
.
لا عُرفَ يَقْبَلُها أوْ عــقلَ يَعْـــقِلُها
فَتْوىً بِلا عَــمَدٍ شـــلَّــتْ أَمَانِـيــنا
.
أَفْــتَوا بزانـــيةٍ جـهادُهــا مُتَـــعٌ
للغَــيْرِ تَمْــنَحُهُ شَرْعاً و تَحْصِـــينا
.
قومٌ بِلا خُــلقٍ أَغْــرَتْـهُمُ فِـتَــنٌ
حتّى غَدَا الفَرْضُ بالأعْراضِ يُغـرينا
.
كَمْ كَبّرُوا فَغَــدَا تكبــيرُهُمُ وَجَعاً
أصلَوْا بــهِ هَرِمـاً ما همّهُمْ دِيـنا
.
وَيْحِي على قَـــدَرٍ يَغــتالُ أمنــيةً
حتّامَ يُمْرِضُنا مَنْ جــاءَ يُـشفِـينا
.
قَدْ كنّا مفــخرةً نِبْراسَ مكــرُمةٍ
تاريخُنا عَبِقٌ بالحُبِّ يُــغنــينا
.
حتّى غُزينا بأفكارٍ مهدِّمةٍ
واجْتاحَناْ طَــرَبٌ يُرْضِي أَعَادينا
.
عُـدْنا إلى زمــنٍ والحــقدُ يَـمـلؤُنا
الخَطْفُ دَيْدَنُنا والشرُّ مُـجريــنا
.
يا عتمةً حَجَبَتْ عنّــا ضيا سَلَفٍ
فازدادَ تعتيماً ضــوءُ الرّجا فينا
.
يا عُرْبُ لا تَهِنُوا عودوا غطارفةً
أيقونةً كَــرُمَتْ نَسْراً وَشَاهِيْنا
.
عُودُوا لِمَعْدَنِكُم لا تَـتْرُكُوا صَــدَأً
يُعْمِي بَصَائِرَكُم يُــدْمي مرامــينا
.
هَذي عَبَاءَتُكم بالحُبّ تَحْـــضُنُكم
كونُوا لها سَــنَداً كَيْــمَا تُرَاعِــينا
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق