مهْما غابَتْ
قدْ تَرانـِي هُنا..
تَراني دمْعة دمْعة.
تَرانـِي وَحيداً
معَ الكُتُبِ..
وَحيداً دَوْماً.
وحيداً مِثلَ بحْرٍ
وما تَعِبْتْ
مِنَ الْمُغنّـي.
هِي فِـيّ مُذْ
كانَتْ فـي
كُرّاسِيّ الْمدْرسِيّ.
هِيَ فـِي شُبّاكِيَ
ومَعي فـِي الْمحَطّاتِ
فأيْن أذْهَبُ..
كيْف أُبْعِدُ
النّجْمة عَنّـي
أوْ مِنْها أهْرُبُ ؟
لا أعرِفُ
الآنَ عنْها شيْئاً.
وإذْ أراها..
يُزْهِرُ فِـيّ اللّوْزُ
وأرى بَهْجَتـي.
بِبَسَماتِها الّتي مِن
بُرْتُقالٍ تبْدو مُثيرَة.
أقولُ لكُمْ أراها
فـِيَ ولا تسْمعوننـي
وتعْرِفونَ أنـِّيَ
أراهأ تَمْتَطي
مُهْرتَها البَيْضاءَ
وعِطْرُها يَفوحُ
فـِيَ بِمَقْهى فـِي
الرُّكْنِ الْمُنْعَزِلِ.
أسْمَعُها مِثْلَ هُتافٍ
أُقارِنُها قادِمة فـِي
فـي حالَةِ نشْوَةٍ
مُحَمّلَةً بِالْغِلالِ ..
مزْهُوّة مِثْل صيْفٍ
وبِكُلّ ما أعْرِفُ
مِن الفُنونِ.
تبْدو سَديميّةً فـي
هَيْأتِها الْملْحَمِيّةِ
لا تُحْدِثُ جلَبةً
وتتَحَدّثُ كَأنّما
بِلا صَوْت.
بِدونِها كيْف أحْيا
أوْ يَعْنيني أحدٌ
سِواها فـِي الوُجودِ.
هِي وحيدَةٌ ..
فـي الْما بيْن
وأُدَخِّنُها كما مِنْ
خِلالِ نافذة قطار.
هِيَ هذا اللاّشيْءُ
اَلأسى الّذي
حفَرتْهُ فِـيّ الأيّامُ
بِتَكْشيرَةِ
الْحُبِّ الْغامِضَةِ
فـِي خِيامِ الْهَوى
وَزادَتْهُ الأحْلامُ .
وَحيدٌ بِلا اتِّهامٍ
فِي الْبُعدِ وازْددْتُ
نَأْياً فِي اللّيْلِ.
بِدونِهِا لَيْسَ
لـِي صاحِبٌ
ولا مَن يَسْألُ عَنّي.
اَلرّخُّ ذاتُه فـِي
رُؤْيَتـي يَتَعقّبُها
فـي الأبعادِ
وجَمالُها يُشارُ
إلَيْه بِالْبَنانِ
كما فـِي الْمُحالِ.
لِماذا القَلَقُ..
أهِـيَ هَمٌّ تَوارَثْتُه
عنْ أجْيالٍ مِن
حُروبِ الأنْدَلُسِ
أوْتَخافُ الظهورَ؟
ومِحْنَةٌ هِيَ أنْ
لا تَحضرني..
وَإنْ فـِي الْمنامِ.
تبْدو لـِيَ أقْرَبُ
مِن حبْلِ الْوَريدِ.
لوْ كانَتْ دون
الْمُنْتَهى أو
فـِي أعْماقِ
الّليْلِ لَزُرْتـُها..
ولكِنّها رُبـّما
تاهَتْ فِي ضَبابٍ
أوضلّتْ فِي
غَياهِبِ الْمُدُنِ.
فَكُفَّ عَنـّي غيلانَكَ
الّتي اعْترضَتْ
عَليّ الطّريقَ إلَيْها
خارِجَ الوَقْتِ أيُّها
الْفَتْكُ أوْ فـي
زُرْقَةِ الزِّحامِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق