................
من فيروس سي، إلى "كورونا"، مروراً بالعجز الكلوي، مَـرَّ العالم بفيروساتٍ عدة، وأصبحت ذِكرى، رغم مرارتها أحياناً، وقسوتها غالبا.
سينتهي "كورونا"، ولو بعد حين، إن شاء الله، فماذا بعد؟!
هل ننتهي من فيروساتنا الظاهرةوالباطنة؟!
هل ينتهي الفساد مثلاً والإفساد؟!
هل يعودُ الناسُ إلى إنسانيتهم، أو يعيدونها إليهم؟!
هل نُـربي، ونُـعلِّم، ونستفيد من أقسى الدروس؟!
متى نصِل ونتواصَل، ونُـصلح علاقتنا بربِّـنا، ليُصْلِحَ ذاتَ بيننا؟!
متى نردُّ الحُقوقَ لأصحابِها، قبل الموت، ونكف عن الظُّلم ومعاونة الظالمين؟!
متى نُرتِّب أولوياتنا، ونتخلَّص من فيروسات الحِقد والغِل والحَسد والكيد والمكْر؟!
متى نثق بأن ما أصابنا، لم يكن ليُخطئنا، وأن ما أخطأنا، لم يكن ليُصيبنا؟!
متى يتخلَّص بعضُنا من عبادة الناس، ونعبد جميعاً ربَّ الناس؟!
متى نُحطِّم آلهتَـنا، التي عبدناها من دون الله، كالهوى، والمال، والسلطان، وغيرها؟!
متى يحمل كُلٌّ منا هَـمَّ دينه، وأُمته، ويحمل عن أخيه، بدلاً من أن يحمل عليه؟!
نحن بأمس الحاجةٍ إلى الْحُب، كي نحيا، وإلى العِتاب، لنصفو ونصفح.
الحياة قصيرة، وبكورونا، اقتربت الساعة، فإلى متى العِناد والكِبر والتكبُّـر؟!
الدنيا زائلة، والآخرة خيـرٌ وأبقى، فمتى نعمل لهما، كل بقدْرها، وقدْرنا فيها؟!
زوالُ الغُمة، مُرتَبِطٌ بعودة الأُمة إلى كِتاب ربِّها، وسُنَّـة نبيها، والأخذ بالأسباب.
العودة ممكنة، ليس كما كنا، بل أفضل، إن أخلصنا لله، وتخلَّصنا من كلِّ ما يُبعدنا عنه، واجتهدنا في ما يُقرِّبنا من الله...
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون"... البقرة: 186.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق