....... مَا يَحْدُث فِي عِمَارَتِنَا
تَحْتَ الْحِجرِ
عِمْ صَبَاحاً يَا وَطَنِي..
اِنْزَوَيْنَا مِنْ رُعْبٍ وَمِنْ تَعَبِ..
فَاسْتَرِحْ مِنَّا قَلِيلاً كَمَا
يَسْتَرِيحُ نَايٌ مِنَ الشَّجَنِ..
سَمْعاً ثُمَّ طَاعَةً
يَاسَيِّدِي يَاوَطَنِي..
كَمْ تَدَلَّلْنَا فِي مَرَابِعِكَ
وَكَمْ خَلَقْنَا فِينَا
رُتَباً تَعْلُو فَوْقَ الرُّتَبِ؟!
وَالْيَوْمَ يُدْرِكُنَا
عَدْلٌ مِنَ الْمَوْتِ أَطَاحَ بِالرُّتَبِ وَالسُّنَنِ.
كُلُّنَا أَسْرَى الْحَيَاةِ الَّتِي
صَارَتْ تُطَالِبُ الْحَيَاةَ بِدَفْعِ الثَّمَنِ.
زَمَنٌ
لَا يُشْبِهُ شَيْئاً فِي الزَّمَنِ!
لِلْقَيدِ لَوْنُ الْحَيَاةِ وَطَعْمُ الْأمَلِ،
وَالْحُرُّ فِينَا
أَضْحَى يَطُوفُ فِي رِدَاءٍ مِنْ كَفَنِ!
مَنْ يُعيدُ سَاعَتَنَا إِلَى العَمَلِ؟
شَفَتِي
تَرْتَجِفُ مِنْ يَدِي..
رِئَتِي
دِيكَارتِيَّةٌ تَبْحَثُ عَنْ كُوجِيطُو فَي جَسَدِي
وَلَا يَقِينَ يَرُدُّ الشَّكَّ عَنْ أَنْفٍ مُصَابٍ بِالْوَهَنِ:
" أَنْتَ تَعْطِسُ مَرَّاتٍ
إِذَنْ أَنْتَ مَوْبُوءٌ بِتَاجِ الْمِحَنِ ".
جَارَتِي
لَمْ تَعُدْ تَدُقُّ عَمْداً جَرَسَ الْبَابِ كَعَادَتِهَا..
وَاخْتَفَى وَجْهُهُا الزَّائِغُ دَوْماً
فِي أَسْوَارِ عِمَارَتِنَا
مِثْلَمَا اخْتَفَتْ جَنَّاتُ عَدَنِ.
جَارُنَا الْوَدُودُ الْبَشُوشُ صَبَاحَا
كَشَّرَ الْيَوْمَ مِنْ تَحْتِ كَمَّامَتِهِ وَصَاحَ:
اَلْآخَرُ حَقّاً هُوَ الْجَحِيمُ،
لَا وُجُودَ إِلَّا غُرْفَتِي..
وَكُلُّ هَذَا الْعَرَاءُ خَارِجَهَا
صَهِيلٌ مِنَ الْعَدَمِ
أَوْ سِبَاقٌ لِلْمِحَنِ..
شَابٌّ وَسِيمٌ يَعضُّ أََصَابِعَهُ فِي غَضَبٍ؛
أَكَانَتِ الْبَأرِحَةَ دُخْلَتِي
أَمْ خَرْجَتِي..؟!
أَيْنَ
وَكَيْفَ
أَعْزِفُ لَحَنِي؟!
يَنْظُرُ إِِلَى وَجْهِ عَرُوسِهِ بَاكِياً..
وَبَيْنَهُمَا مِتْرٌ مِنَ الشَّوْقِ
وَمِتْرَانِ مِنَ الْحَزَنِ..
تَزَوَّجْنَا زَوَاجاً عُذْرِيّاً..
عَلَى سُنَّةِ قَيْسٍ وَلَيْلَى
سَنَقْضِي شَهْرَ الثَّوْمِ وَالْبَصَلِ..
أَلْقَى إِليْهَا قُبْلَةً مِنْ بَعِيدٍ..
يَاكَمْ بَدَّدَنِي مَشْهَدُهَا
وَأَضْحَكَنِي..!
يَرُدُّ عَجُوزٌ وَهْوَ يَبْكِي فِي نَافِذَةٍ:
كُلُّكُم فَلَاسِفَةٌ
بِلَا أنْسَاقٍ وَلَا حِكَمِ..
فَلْسَفَتِي؛
أَشْتَهِي مِنْ يَدِهَا وَرْدَةً
وَكَأْساً بَارِداً مِنَ اللٌَبَنِ.
طَائِراً كَانَ قَلْبِي
يُغَنِّي مِنْ فَنَنٍ إِلَى فَنَنِ...
وَالْيَوْمَ أَمْسَى يُرَبِّي
نَبَضَاتِهِ فِي قَفَصٍ..
وَيَصْرُخُ هَمْسًا فِي بَدَنِي:
أنْتَ مَنْ تُغَنِّي
َ أَنْتَ .. أنْتَ الْمُغَنِّي
أَنْتَ مَنْ تَأْمُرُنِي
يَا وَطَنِي.
القنيطرة 23 مارس 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق