صقيع ساخن
في جيب دليل
——————
يجيءُ بيّ السكوتُ
إلى دربٍ بعيدٍ عن أهلي
يحملُ وتداً من نارٍ
وقوساً من أشعارٍ ترمي الصدى المرتجف
بسهامٍ بُكم ،
أرى خلفَ المدى
أعناقَ الجبالِ مذبوحةً
من الصقيعِ إلى الصقيع ،
على امتدادِ الخطى
غرقت حوافرُ الرحيلِ
في وديانِ الفرار
عندما أدركتْ ملاحقةَ السفوح ،
أركنُ عندَ المغيب
إلى وسادةِ حلمٍ
في خفايا كهفٍ
يحاولُ معالجةَ رعافِ الصمت .
يسألني اللّيلُ
عن وجهتي ، عن ما بقي
من متاعِ الهجرة
بينما شقوقُ العطشِ تملأ النهار
نسي الطينُ دورهُ في رسمِ الجفون ،
في جعبتي زخرفُ الجواب
منقوشٌ بريشةِ السهر ،
استخرجُ من قارورةِ ( ما يُقال )
جملةً مفيدةً تندفعُ إلي بشراهة
تقفُ على المنصةِ كأنّها قصيدةٌ متفرعنة .
اسمكِ المدفونُ بالظلامِ العاري من النجمات
يناديني من خلفِ الستائر أنّهُ رأى المجال ،
في حين أنا
من زوايا الدارِ المنفرجة
أتلو أناشيدَ الجمر
لا يدٌّ ممدودةٌ من شبابيكِ القمر
ولا قشةٌ توقفُ الطوفان
أخمنُ أنّكِ في مخافرِ أفكاري
تختارين بدقةٍ كلمةَ العبور
أو ربما هنا في خوابي المعتقدات
تجيدين فنَّ الاعتناق
أخترتُكِ أنتِ وشفتيكِ تمتدان على المحراب
كأنهما الأفضلُ في نوافلي
والأجدرُ لحقبةِ الرمز يومَ تفكك الأسرار
إذ أنتِ الأقرب لدلالةِ البدايةِ في قادمِ الأيام ..
—————
البصرة / ٢٢-٣-٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق