أحس اليوم بعذوبة لم آلفها وبصفاء من نوع جديد، وجدت أخيراً للأشياء مسمياتها ، أنا سعيد، ليس ذلك النوع من السعادة التي يألفها الآخرون، لكنه من نوع خاص أفهمه أنا ، لم تكن أفكاري بهذه العذوبة والصفاء من قبل، لقد كنت مقفلاً على مشاعري وبسرية تامة، كم عصية تلك الأفكار التي لم تتجسد بعد، لكن هواءً خاطفاً انبعث داخلي
انطلقت الأحاسيس، التي اختفت بها مدة من الزمن، تحولت إلى كلمات وأفكار وسرور أيضاً ، لقد أحسست أمس بالراحة الشفافة، لقد تحولت الأحاسيس القائمة، إلى أفكار مدركة وأصبحت تحت شمس إدراكي تماماً ، على الرصيف كنت أسير رأيت حصاناً يصهل، لم ألمح صاحب الحصان، اقتربت منه فقد أحدث عندي أفكاراً كثيرةً ، تأملت نفسي تأملت الحصان « وخاطبته » ، كيف حالك أيها العزيز، لقد أُعفيت من مهامك الثقيلة وتحررت، وأن مساحة عذاباتك تقلصت، تقول لي : كيف ؟ ، في دهور سابقة وحتى قريبة، كنت والبغل والحمار والثور، مبتلون دائماً وبالأحرى أسلافكم هم المبتلون ، أنتم تؤدون فروض، الحراثة ،التجوال الحروب ضريبة الحروب، ربما كنت تبكي على فارسك القتيل، تفرح معه عند الانتصار، ثم لا تنفك عن عذاباتك ، عندما تكون أداة كآلة تستغل بمعزل عن مشاعرها ، هذا العصر دون أن يخطط ، أصبح رحيماً بالحيوان في مناطق التكنولوجيا ، لذا تقلصت العذابات، لم يعد الحصان اليوم يحنو ويبكي فارسه القتيل، اصبحت الحرب من نوع اخر، حروب مستعرة ومستمرة وبشعة ، هنيئا لك عصر التكنولوجيا عزيزي الحصان
العراق/بغداد
11/9/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق