دعوا طفلي ..
ينمو بتروي
وغصنه يتفرع في وقته
لا يزال غضاً
لم يحن وقت الحصاد
ولم تينع السنابل بعد
دعوا الأغصان الطرية
ودعوا الحملان ترتع
والبراءة تلهو
كالفراشات للأزهار تطلب
الربيع له ندى
والأصباح من عين البراءة انبلجت
لا تربكوا الطفل بالخريف المرير
ما بالكم ..
على البراءة تقضون
ولقطف السنابل تسعون
هل يعجبكم صراخ طفلي
وتغاريد الجياع
على موائد الاستجداء يتنقلون
أراكم بحالكم تفخرون
وتلك البراءة كأنها
أحطاب لمواقدكم
لا توغلوا بالتخفي
فغداً كلنا موقوفون
وعم فعلنا مسؤولون
أيتها الجدر القاسية
خلفكم البراءة عالقة
شموس اضمحلت
وفي المحاق تقوقعت
وتلك البسمة من أفواه الأطفال انتزعت
ارتبكت الأفئدة خوفاً
فنزيف الرعب استباح المكان
هل هي تخاريف ؟
أم أهازيج كاذبة ؟
ملعونة تلك الأيام ..
الأضواء من النجوم انسلخت
ودهاليز الظلام بين البراءة انتشرت
فدعوا طفلي
ينمو بتروي
لم يحن الجلاء
أو الانغماس في بحور الشقاء
فلا تزال أغصان البقاء
مغروسة في كف الصباح
فدعوا طفلي ..
لم يحن بعد موعد الحصاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق