أتحسَّسُ ملامحَ القمرِ أمرِّرُ كما الكفيف أصابعي لأستفقدَ تضاريسَ وجهِهِ الآيلةِ للزَّوالِ لربما أخفِّفُ منِ احتضارِهِ برتوشٍ أسكبُها عليهِ من ذاتي لعلّي أمنعُهُ من الاحتضارِ مختصرةً عليهِ طريقًا داميًا مليئًا بأشواكِ الشَّوقِ فحتَّى القمر في عليائِهِ يشتاقُ للمساتِ حنانٍ وذاكَ الذُّبولُ ما هو إلا تباريحُ اشتياقٍ ،هو القمرُ في وحدتِه ينتظرُ بشوقٍ أنثاهُ التي بعدُ لم تولدْ. أتمعَّنُ في وجهِه ،هو البعيدُ بُعد السِّنين والمسافةِ،وأتناسى ندوبَ وجهي ،ندوبٌ لطالما آرقتْني فحاولتُ أن أقضيَ على أرقي بأنْ طمستُها بمساحيقِ التَّجاهلِ،فتألمَتْ وازدادَتْ ألمًا حينما أثقلتُ على الشَّفتين بحمرةٍ مالحةٍ، وللشَّفتينِ تقرحاتٌ ونزفٌ بدأتْ مذْ ولادةِ الكلمةِ،مذْ شهقةِ النَّفسِ الأولى.تحجَّرتِ النُّدوبُ فهلْ يا قمرُ تمنحُني من عليائك إزميلاً لأصنع منْها تماثيلَ ستكونُ يا قمرُ أوّلَ تمثالٍ أنحتُهُ على وجهي،أمّا ندوبُ حنجرَتي فسأصنعُ منها متفجِّراتٍ لعلّي يومًا أفجِّرُ القهرَ المتراكمَ صوتًا مدويًّا تسمعُهُ آذانُ الصمِّ.
أبحث عن موضوع
الأربعاء، 3 أبريل 2019
قمرٌ بِلا أنثى _ سرد تعبيري ........................ بقلم : سامية خليفة _ لبنان
أتحسَّسُ ملامحَ القمرِ أمرِّرُ كما الكفيف أصابعي لأستفقدَ تضاريسَ وجهِهِ الآيلةِ للزَّوالِ لربما أخفِّفُ منِ احتضارِهِ برتوشٍ أسكبُها عليهِ من ذاتي لعلّي أمنعُهُ من الاحتضارِ مختصرةً عليهِ طريقًا داميًا مليئًا بأشواكِ الشَّوقِ فحتَّى القمر في عليائِهِ يشتاقُ للمساتِ حنانٍ وذاكَ الذُّبولُ ما هو إلا تباريحُ اشتياقٍ ،هو القمرُ في وحدتِه ينتظرُ بشوقٍ أنثاهُ التي بعدُ لم تولدْ. أتمعَّنُ في وجهِه ،هو البعيدُ بُعد السِّنين والمسافةِ،وأتناسى ندوبَ وجهي ،ندوبٌ لطالما آرقتْني فحاولتُ أن أقضيَ على أرقي بأنْ طمستُها بمساحيقِ التَّجاهلِ،فتألمَتْ وازدادَتْ ألمًا حينما أثقلتُ على الشَّفتين بحمرةٍ مالحةٍ، وللشَّفتينِ تقرحاتٌ ونزفٌ بدأتْ مذْ ولادةِ الكلمةِ،مذْ شهقةِ النَّفسِ الأولى.تحجَّرتِ النُّدوبُ فهلْ يا قمرُ تمنحُني من عليائك إزميلاً لأصنع منْها تماثيلَ ستكونُ يا قمرُ أوّلَ تمثالٍ أنحتُهُ على وجهي،أمّا ندوبُ حنجرَتي فسأصنعُ منها متفجِّراتٍ لعلّي يومًا أفجِّرُ القهرَ المتراكمَ صوتًا مدويًّا تسمعُهُ آذانُ الصمِّ.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق