كثيرا ما قرانا عن الحسين..
،
مشهدا..موقفا..تراجيديا إنسانية ملحمية كبرى..آلاف بل ملايين المراثي،منذ وقعة الطف في كربلاء وحتى اللحظة الراهنه..إلا أننا لم نطلع على مشروع يُحيل الواقعة إلى فعل ثقافي حضاري متحقق في وجدان المبحث الانثروبولوجي العالمي إلا بحدود الهينمات والمقترحات ،إنما أن نراه متحققا بحيث أمسى ظاهرة وجدانية حية في دخيلة ووجدان الشاعر ذاته ومن خلاله في مبحث الحقيقة المعرفية القصية الدلالات حد الحضور الاشراقي في الطبيعة الام النقية في تفاصيلها الصغيرة والكبيرة ، بنفس تعبيري موسيقي دائب وذائب وصادق حدً الحلول وبعيدا جدا عن التقمص في جانب، وبعيدا عن الاساليب الكلاسيكية المعتادة في جانب آخر، كما أحسسناه في نص الشاعر المغربي الكبير محمد الزهراوي أبو نوفل (النرجسة) البالغة الفرادة ، حد أن يرى ويشهد بذاته من غير حاجة إلى أي نوع من أنواع التناص أو المقاربه..
هذا هو الزهراوي هابطا امام العيون جميعا بمركبة مجنحة حية من الضوء والموسيقى والكلمه:
*
*
*
مونولوج شخصي
[ في ذكرى الشهيد الحسين
ابن علي وفاطِمة رضي الله عنهم]
اقْتَنَصَتْهُ عَيْنايَ
وَالْحُلمُ أيْضاً
وَلا أَحَد سِواهُ
في اللّيالي
يَهُزُّ نَخْلةَ الْغِياب
أكادُ أراهُ في
بُرْدَتهِ النّبَوِيَّةِ مُخْتَمِراً
بِالْحُبّ وَ مُخَضّباً
بِدَمِهِ الْمَغْدورِ.
تَذَكّروا اللّمْحَ الْمَهيبَ
كُلّنا خَسِرْنا
نِزالَهُ الأخيرَ
أرانِيَ أعْصِرُهُ خَمْراً
فَلا غَرْوَ أنْ ثَوى
هذا الْمَليكُ فيّ..
هُوَ مساحاتُ أضْواءٍ
باقٍ في الأفُقِ النّائي
مَوْكِبُ النّهارِ بِزاهي
ثِيابِهِ يَنْجَلي بِوُضوح
فَدَعوهُ يَهُبّ..
هُوَ السِّراجُ مُضاءً
هُوَ الْمَرْجُ بِما في
بَسَماتِهِ مِنْ زُهور
لَهْفي عَلى الْماء..
عَلى الْخَيْزُرانِ
الرّطْبِ..
هَمْهَماتي الرّوحِيَةِ
وِ ظِلِّ الْمُتْعَبينَ
ما لَمْ أجِدْ خَميلَةً
تَحْتَ لَهيبِ
الشّمْس..هُوَ
ظِلّي عَلى الطّريقِ.
إلى الشّرَفِ الْكَريِمِ
يَهُزُّني هاتِفي !
هُوَ ذاكَ
في اللاّمَحْدودِ
يُداري الْحَياءَ.
أيُّ نَهْرٍ
لِلْحُبِّّ يَجْري !
عَذْبَةٌ مِياهُهُ ..
ها هُوَ بِجِواري
مديدٌ تماماً.
عَبيرُ خَطْوِهِ مُسْتَمِرّ..
يَشُمّهُ ما لا يُحْصى
مِنَ الْخَلائِقِ ..
وَحْدي كُلّما خَيّمَ
الظّلامُ في الْمَمَرِّ
الْوَعْرِ أُحِسُّ وُجودَهُ
وَ أسْمعُ صَهيلَ
جَوادِهِ الْحَميمَ
بِالإمْكانِ رُؤيَتُهُ في
كَرْبلاءَ خَلْفَ أزْمِنَةٍ
بِالإمْكانِ أنْ تَرَوْهُ
إذا ما بَدَأتُمْ إلى
الْحَبيبِ اللّوْعةَ.
موْلاي الحُسَين لَمْ
يَعُدْ مِنَ الأسْفارِ
هُوَ نَهْرُكَ الْمُخْضَوْضِرُ
الْعَيْنَيْنِ يا شَمْس
سَوْفَ يَجيءُ لأغْفُوَ.
إلَيْهِ أمُدُّ يَدي ..
لِنُسْنِدَ الرَّبابَة
وَ سَيّدي يَضْحَكُ
مَع الطّيْرِ في
الشّجَرِ النّائِمِ.
غَداً سَيَعودُ آخِرَ
اللّيْلِ مِنْ
رَحِمِ الأرْضِ
وَ تاريِخنا الْمُظْلِمِ.
هُوَ الصّدى يَجيءُ
يَخبُّ في خَطْوِهِ
يُعْشي البَصَرَ ..
تُلاحِقُهُ عُراةُ غُزلانٍ
فَيَخْتفي وَ يَبِينُ
لا تسْألوا كَمْ ليْلاً
قَضَيْتُ يَقْضانَ أبيتُ
مُكْتَحِلا بِهِ وَ لَمّا أنَمِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق