مثلَ بئْرٍ شحَّ ماؤُها
ترودُها الدِّلاءُ ولا تبتلُّ
شفتايَ متقرِّحتانِ
رأسي مثقلةٌ
كيف أقبضُ على رأْسِ الطريقِ ؟
النّسيانُ طريقٌ بلا رأسٍ
ليلي معرَّقٌ يسكنه قمرٌ عشِقَ الفراغَ
ضحكاتٌ تثِيرُ الفزعَ قلبٌ يُحْصِي نبضَه
أَهربُ نحو زوايا تُجانِبُها العاصفةُ
أُوقِدُ بقايا موقدٍ خالِيَ الدِّفءِ
تأْخذني إِليه خُطايَ المتعطِّشةُ
كيْ أُعِيدَ الفرحَ للأَراجِيحِ
حيثُ دمعِي مطرٌ يرشُقُ الشبابِيكَ
يبلِّلُ زنبقةً غابَ عطرُهَا
هكذا هو لايشبِهُ ملامحَه ،
يذوبُ في بقاعِ السَّرَابِ
يفتِّتُ النَّبضَ
وأنا أُفتِّشُ عن رشفةٍ مبلَّلةٍ
علَّني أُلمْلِمُ بقايَا كأسٍ جفَّ رَبيعُهُ
أرَاه غريقًا يتشبّث بثُمامةٍ
يؤلِّفُ هدِيلَهُ فوق سِياجٍ محطَّمٍ ..
إنّي ذلك الجسدُ القلِقُ حيثُ أُفْرِغتْ جيوبُ الدُّعاءِ
رُبّمَا تمشي الفرحةُ بداخِلِ
جسدِ امرأةٍ كحَّلَ الضّبابُ عينيْها
وانتزعتْ سِيَاطُ الرّيَاحِ جلدَها ..
ذاهِلاً
مازالَ يرسُمُ بدخانِ سكارتِه ضحكاتِ غُروبٍ
علّه يشقُّ من نافذةِ الضّبابِ حلمًا بجناحينِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق