رحلتْ وأستقرتْ هناك ……مقتنعةً
أنّ الكفنَ هو الحياة
لم تشترِ لنا حفنةَ ترابٍ من القبور
من دفانٍ تتزاحمُ عليه المعزّيات
ببالِها أن نبقى هنا
ولا نبرحَ البيوت
قالتْ في خلدها
أثناءَ النّفسِ الأخير
( يمه ) انتبهْ لرعايةِ أخوتكَ
قبلَ مدةٍ أرسلَ لي أبوكَ طلباً ،
ما غيري يحرسه ،
الصحيح يحرسني وأحرسه
أخشى عليه من وحشةِ اللّحود .
كم أرادتْ بقوتِها
إستحالةَ النّهاية
إلى خنقِ الموتِ
بأصابعِ الوهن
وحبالِ الرّعشة
تجرُّ أذيالَ خيبةِ الرحيلِ دونَ عودة
لكسرِ قوانينِ الوجود
تركتْ خاتمها الفيروزي
على أطرافِ التنور
يشمُّ عبقَ الخبزِ المحروق
المتروك لوجبةِ السحور
لم تسأل أبي عن عباءتها الجديدة
قبل أن يحلّ العيد
تعرفُ أنّ أخوتي
سيفقدونَ دراهمَ العيديات
على أراجيحِ الصباح
قالتْ بيدكَ أرشدهم
إلى طريقِ العبور…
شباكٌ تصطادُ لي هواءً مشحونا
بألف أمٍ تنجبُ الهموم
ثقوبُ الجيوبِ
من سماتِ الرّيح
في مدينةٍ تضجّ بالحفاة
الصغارُ تتخذُ من الرصيفِ مقراً
للبحثِ عمّا يدورُ في أروقةِ الدعاةِ وعمائمِ التقاة
تيقنَ الشعورُ عندهم
أنّ في هروبِ الروح
من قبرٍ مفتوحِ الأزرار
قد ينتهي العدم..
البصرة / ٢٩-٣-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق