تلقيتُ دعوة كريمة من "اذكروا محاسِنَ أحيائكم"، بعد ضمي إليها، وهي إحدى المجموعات، وما أكثرها، لكن الفكرة جميلة، أشكرُ القائمين عليها، والداعين إليها، ومَنْ شرَّفوني بضمِّــي إليهم وإليها.
فكيف نذكرُ محاسِنَ أحيائنا، وكل منا، أو مُعظمنا، يبحثُ عن سوءةِ أخيه، لا ليواريها، كالغُراب، بل لينشرَها، وأحياناً على الهواء مباشرة، أو عبر الأثير، كالأسير الذي يُقيِّـدُ مَنْ حوله، به ومعه، بدلاً من البحث عن حريته وحريتهم، ولو الخاصة...!
كيف نتمثَّل هذه القيمة، وهي تفتِّشُ بالميكروسكوب، عن عيوبِ أختها، وأخت زوجها، وصديقتها، وزميلتها، وكل نون نسوة، أو تاء تأنيث، ناهيك عن "جرائمنا" نحن معشر الرجال، رغم أنها قد تكون عيوباً أحياناً، أو زلة لِسان غالباً...!
كيف نذكرُ محاسِنَ أحيائنا، ومُعظم مؤسساتنا، ومدارسنا، ومعاهدنا، وجامعاتنا، بل وشوارعنا، وبيوتنا، تئـنُ من القيلِ والقال، وهتك الأعراض، واتهامات تبدأ ولا تنتهي، وتشكيك في ثروتها وثرائه، ومنصبها ومقامه، ومكانها ومكانته؟!
وإذا كنا نقولُ: "اذكروا محاسِنَ موتاكم"، أوليست "اذكروا محاسِنَ أحيائكم"، من باب أولى، قبل أن يموتوا، أو نموت؟! أرجوكم: "اذكروا محاسِنَ أحبِّـائكم"، قبل أن تتركوهم، أو يتركوكم، في رحلة، لن ينفعَ معها إلا الحُب، دُنيا وأُخرى؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق