بأظافري أفتحُ ذهنَ الشّارعِ
الممتدِّ على طولِ اللّيل
المؤدّي إلى عربةِ خيالٍ
تجرّها حبالُ الوجد
متربعةً فوقَ وجهِ التأريخ
تمسحُ شواربَ السّلاطين
من ندى الصّيف
الهابطِ هذه المرّة
من صقيعِ القمم
أكشفُ عن لجّةِ الإحساس
كهديّةِ تعارفٍ بين بلقيس والملك
ما عادَ الهدهدُ بنبإٍ مذبوحٍ
من الصّمتِ إلى الصّمت
الوترُ الوحيدُ الباقي على العود
مبحوحُ الرّعشةِ
يطرقُ رأسه على سنادينِ التّفكير
ينزعُ من قلنسوّةِ الفجر
أرقَّ النسيم
كم تعوّدتُ سابقًا
منذ ترتيبُ الحجرِ على مسلّةِ العشق
فيها قانونٌ يجيزُ لي
أن أدسَّ نورَ عينيكِ
في فراغاتِ أحلامي
وأجدّدُ لباسَ العتمةِ بأنغامي
أستقبلُ قبلةَ النّجوم
بإيماءةِ الشّكر
لأنّ نيازكَ الطّيف
تعاشرُ الأهدابَ…
ترمي شياطينَ النّسيان
بشهابٍ من حرفين …
يا كلَّ نبرةٍ في حديثِ وحشتي
ويا كلَّ صوبٍ تؤشّرُ بها بوصلةُ الهيام
لن يأتيَ إعتباطاً شوقي ولهفتي
لقد اتّفقا على تقطيعِ نياطِ قلبي
بشفراتِ الهوى ومخالبِ الغربة
ثمّ ينثران على رؤوسِ الغيث أكاليلَ الحنين
كي يباركَ العناقَ مع التّراب
أثناءَ العتابِ بين عقاربِ الغياب…
البصرة / ١٠-٢-٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق