كيفَ الحربُ تفنيني ؟ وكيفَ اليأسُ يسفحني أو يزورُ أقاليمي ؟ ! و خلفَ شباكِ نافذتي الحزينةِ ، يقفُ طيفكَ النديَّ شامخاً كالطودِ ، ممتلئاً كحقلِ سنابلَ ، أخضرَ وارفاً كشجرِ الصنوبرِ ، يدقُّ أجراسي سحابهُ ، يغسلُ خطايا اليبابِ ، يعزف سمفونيةَ الشَّوقِ لليموني، يتسللُ في ليالي الوحشةِ لشغافي ، يمسحُ دموعَ الأسى بورده ، من جداولهِ الثَّرةِ يسقيني ، أنا لا أدري كيفَ أضمُّهُ أو أقطفُ رطبَ نخيلهِ ؟! صوتهُ الدافئُ، يحملُ عبقَ النَّعناعًِ والفلِ ، كلما التفتُ إليه تضوَّعَ منهُ عطرُ الذكرياتِ ، وانداحَ شذا الثواني ، أيها القرنفلُ السَّاكنُ أحلامي لاتذبلْ في دمي ، و لاتهاجرْ من بساتيني ، تجذَّرْ بين ضلوعي شجرةَ سنديانٍ ، و تموسقْ لحناً أبدياً ،فشذاكَ المعتَّقُ بالحنين أورقَ ألقاً في شتاءِ عمري ، أنبتَ عشبَ البهجةِ على حفافي زمني ، وأزهرَ طموحاً لارتقاءِ السُّحبِ
رعاكَ الله ياشقيقَ روحي ، يامزنَ الأخوة في صحراءِ الزمنِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق