كُــلُّــنا، أو معظمُنا، نُنادي بفِكرة تَقَــبُّــل الآخَر، والتعايش معه، و.... و.... و....!
والدعوةُ جميلة، والغايةُ نبيلة، لكن السِّرَ كان، ومازال كامِناً في الوَسيلة...!
فمَنْ هو الآخَر؟ وكيف يمكن تَقَــبُّــله، والتعايش معه، و.... و.... و....؟!
الآخَرُ بالنسبةِ إليك أنا، وأنتَ بالنسبةِ لي كذلك، والآخَرُ بالنسبة لها، ولهم، ولهن...!
والآخَرُ ليس كله سواء، لذلك علينا ألا نضعَ الآخَرَ كله في سلةٍ واحِدة، لأننا نُخطئُ بذلك مرتين، الأولى بحقِّ الآخَر، والأخرى بحقِّ أنفُسِنا...!
أما تَقَــبُّلُ الآخَر كما هو، فيُـثيــرُ في القلبِ شُجوناً، وفي النفسِ أنيناً، لأن تأثَّرَنا بالآخَر إن كان واجِباً، في الخير، فإن تأثيرَنا فيه أوجَب، لأن المؤمنَ مِرآةُ أخيه، والصاحِب ساحِب، والمرء على دينِ خَليلِه.
والآخَرُ نوعان:
الأول قريب، بيننا وبينه حُقوق وواجِبات، وتلك الأغلبية العظمى مِمَّن حولنا، ولا يمكن تَقَبُّلها كما هي، بل لابد من تغييرِها للأفضل، وتطويرِها للأمثل، كي ننجوَ جميعاً، قبل أن تَغْرَقَ السفينة.
والنوعُ الآخَر بعيد، لا يعنينا كثيراً، ولا نعنيه، ورغم أننا مُطالَبون كذلك، بتوجيهِ النُّصحِ له، قَدْرَ الْـمُسْتَطاع، فإنه يُعَدُّ استثناء، والقاعِدةُ هي الأساس، والاستثناءُ لا حُكْمَ له.
ولأن التناقُضَ أصبحَ سيدَ الموقِف، فإن نظرةً للمقروءِ والمسموعِ والمرئي، كفيلةٌ بإثباتِ أن الإقصاءَ أصبح للآخَر القريب، والتَقَبُّل والتعايُش، بل والموالاة، للآخَر البعيد، ولو كان عدوَّاً...!
أما الآخَرُ الذي يَجِبُ الاقتِداءُ به، والعملُ معه وله، فهو الذي لم يلوِّث أحداً ولا شيئاً، ولم يتلوَّث بأحَدِهما أو كليهما، خصوصاً الدَّم، لأن كله حرام، ولا فرقَ في ذلك بين دمٍ ودم (ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق).
والخُلاصة في ذلك أن التطبيقَ هو الأهم، ويَجِبُ التفريقُ بين مَنْ يُريدُ لنا الخير، ومَنْ يكيدُ لنا، ليلَ نهار، مَنْ يستحِقُّ التقبُّلَ والتعايُش، ومَنْ لا يرى أننا نستحِقُّ هذا ولا ذاك...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق