إنها فتاة أخرى، تمضي في غمرة الملل، ضائعة في زحام البهائم ، يتمرد جسدها كالموج ، يأخذ شكل حروف العري ، تجلسُ بجانبي ،و تلصق ظهرها بالحائط ،مرت فكرة بيني و بينها، لتعتنق ظلها المحني ،تتوهج شفتاها و تقول بأملٍ:
يا صديقتي، كي نلملم شملنا و نقيم التقاربَ ، و نخفف عن أرواحنا وجع الأهوال ، دعينا نعبثُ ، و نقيم صراعا بين تلك الكلاب المغلفة بجلود القنافذِ، و نضع لذلك القرد نظاراتٍ فوق أنفه تماما ، سيبدو مهرجاً لطيفا.
سألتها بلهفة و ذلك الدب الإفريقي ؟؟
دعينا نُلْبِسُهُ سروالا إضافيا لا نضمن ما سيحدثُ له ؟؟
الجنون يا صديقتي ،كالأظافر يحرثُ فيزياء الجسد ،و يدخل بلا مقدماتٍ، قُلْتُها بفخرٍ.
وضعتُ يدي في يدها ،و مضينا نلملم شتات حيواناتنا ليوم الابتهاج ، حتى ذلك الثعلب الأعرج جاء للمشاركة في الحانة ، يتمايل فوق حافة الخمرِ ثم يسقطُ كلعنةٍ وثَــنِيـةٍ.
أُغلِقَتِ الممراتُ بشباكٍ من حديد ٍ ، و تعالت الهتافاتُ كل حبيب ينادي باسم حيوانه المدلل ، آملا بكسبِ الرهانِ.
و أمضي إلى مقدمة الموكبِ بلهفَةٍ أنتظرُ الفائز باللقبِ ..
سبعُ دقائق لا شيء ، و لا شيء ...إلا صدى صوت حارس الشباكِ، سمعتهُ يقول:
الفائز عقرب عمي السعيد ؟؟
بشهقةٍ مكتومةٍ ، نظرتُ الى فتحة المعبر التي تسربَتْ منها تلك العقرب الفائزة.
كنت متأكدة أننا سنموت يوما من عسلِ سيدها المسموم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق