مررت بزقاق الأحلام ذات مساء دون موعد .
خلعت حذائي كي لا أدنس بلورات الرؤى
فتتحول إلى كوابيس تؤرق منتظريها ، و جعلت
أتراقص كالفراشة بينها كأنني أبحث عن حلم طالما
إنتظرته فلم يتحقق ، و فجأة في غفلة مني أمسكت بيدي زجاجة .
قربتها أتفحصها فإذا بروح بداخلها تستجديني إخراجها ، كانت تصعد
في قوة لا متناهية فتصطدم بالغطاء فتعود إلى قعر الزجاجة من
جديد في ضعف ووهن إلى أن أصابها الخمول فتساقطت
ثم عادت إلى صنيعها الأول من جديد .
عجبت لها أيما عجب فسألتها عن أمرها ذاك
فأجابت في حرقة " أما عني يا سائلي فإنني ولدت من عدم و
نشأت من أمنيات مجهول رغب في وجودي ، سارعت لكي أتشكل له حقيقة
فأفرحه و يفرحني و أتحول من روح إلى جسد غير أن الزجاجة كبلتني و منعتني ضيق مخرجها من
الولوج للحياة. هذا كل ما كان من أمري باختصار وقد عذبني طول إنتظار صاحب الحلم لي إذ طالما سمعته
يترجاني في مناماته و يقظاته أن أحمل له مع ولادتي الأمل أنتحه على جدران قلبه البائس ."
تعلقت بها في وجل خيفة أن أفقدها بعد أن عثرت عليها و صحت في مرارة " أهذه أنت وجدتك بعد عذابات سنين ؟
كيف تعجزين عن القدوم إلي و قد أسقيتك من جراحاتي نورا يكسر قيدك ؟ هلمي نحررك معا و نحقق حلمك في أن تكوني حرة . "
و طفقت أتعجب لي فحتى أحلامي تقادمت إلى أن صار لها أحلام
و جعلت أضحك في جنون غير مبالية بما أيقظت من بقايا الرؤى النائمة في
مستنقع الزقاق علها تنتبه فترحل إلى منتظريها .
سامية الجديدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق