ثقافة الأرتقاء .....لا تثريب عليكم اليوم
قوله تعالى : ((قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين*قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين))يوسف: ٩٠ - ٩٢
في موقف مؤثر للغاية تتجلى فيه عظم النفوس .. يقف الأخوة موقف ذل الاعتراف بالجريمة والتسليم بالهزيمة أمام إرادة الله المنتصرة دوما..لقد جاءت اللحظة التي هربوا منها عشرات سنين التقوا أخيرا بضحيتهم ..
ولكن ليس أي لقاء .. فالضحية في الغالب تثير الشفقة وتأنيب الضمير ..لقد بدا يوسف ببهاء طلعته وجلال ملكه وهيبة حكومته..مدهشا و مبهرا ..بينما بدوا بحال يستحق الرثاء .. مقهورين بائسين .. عيونهم المنكسرة لا تستطيع النظر بوجه أخيهم ..
هنا تلتقط كاميرا الزمن صورة من أبهى وأجمل وأروع صور النفس الكبيرة المتألقة في سماء المعالي .. لقد شق هوانهم عليه وآلمه انكسارهم وذلهم فيقول لهم بود (( لا تثريب عليكم اليوم ....)) لا عتب عليكم اليوم ولا لوم.. أراد أن يخفف من وطأة شعورهم بالندم
.. إن تصرف يوسف (عليه السلام ) مع أخوته بهذا النبل والتسامح هو الذي هيأ جو الاعتراف بالذنب من قبل إخوته .. مرة أخرى يكشف لنا الاعتراف المتأخر للأخوة وقبول يوسف بها دون تذكيرهم بما فعلوا عن عظم المزايا في نفس الصديّق وكرم نفسه..
لقد تسامى يوسف النبي حتى على تذكير أخوته بذنبهم علاوة على التشفي والانتقام وإقامة الحد الشرعي وإن فعل فلن يكون ظالما ..هذا هو جانب من الجمال الروحي ليوسف الإنسان الذي فاق جمال صورته ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق