لم يعد هناك انتظار فقد صارت مسافات الحلم كمنشار الريح يجتث أطياف العمر بمناشير الواقع المتأرجح كعنونة الروح الآتية من الزمن البعيد , أحاكي همس الطيف كأنه تغريدة الغربة ..
كان كل شيء حولي يسقي الروح بماء الهمس والعشق الأكيد ...
لكني انتظرتها كل أعوامي كأنها لون روحي حين تختلط الأشياء مع ظلمتها وكنت أنائي في بعدي عن كل الوجوه خوفا أن ينقطع اختياري لها ..
كنت أراها أقرب إلي من حاضري ومن تملس كفي مع بعضهما ..
وكأنها امتداد العمر في قافلة التكرار في كل يومي الوحيد ..
كنت أراها كأنها هي من خلقت روحي من أجلها وكأنها الحاضر الذي يحمل أمسي بعيدا عن توقف الأيام على أبواب عمري كالحجر الكبير في طريق الحج إليها ...
وكنت أراها كأنها هي من أوجدت ملامح الروح حسب سحر عينها ..
حتى صار الكون لغة لا أعرف نطقها فتعلمت الصمت والعزلة ...
كنت أقارب ما بين حلمي وتوجس الذاكرة كأن المكان رحلة باتجاه الروح فأشعر بالدفء لأني كنت أراها أقرب إلي من روحي . ...
لهذا يبقى الجسد يسكن المكان وأنا أتجه إلى حلمي لأبشر الذاكرة أنها كل الزمن المنقوش على جبيني , هي كانت حد الكبرياء حين تضيع الأشياء وسط انفراطها عن علوها ...
كنت أراها كهودج السمو عندما تغرق العناوين داخل حضورها ..
كنت أسعى إلى لملمة التاريخ الضائع من فراقي لها لأحرق أوراقه بعد تيبس الطريق إليها
كنت أراها أقرب من نظري إلى رقاص الساعة الذي كان يشطر هواجس الغياب بأرجوحة أسماء الصمت ...
كنت أمد يدي إلى وجه المرايا التي أصبغت لون جبينها بالضوء ..
وكنت أحاكي همسي لها وكأني ليس أنا الحاضر في حضور انعكاس الضوء على وجه حضوري
كنت أعاند نفسي أني ليس هنا بل هناك جنبها , فأستغرب من بقاء الأشياء نفسها حولي وأنا ليس هنا ..فأرتع بتطلعات جدران المسافات خارج حسابات الزمان , أدرك أن المكان ما هو إلا تأشيرة الامتداد إلى الفناء وما الزمان إلا هو تكور الوجود في حضن الأرض وأن سقطت جاذبية الحياة خارج الروح في عطش البرازخ إلى النار ...
تعلمت الصمت والعزلة قبل أن تستطيب النفس رماد الاحتراق في طريقي إليها ..
أجنح جسدي بأجنحة الروح كي أصل إليها قبل الغروب... قبل المغيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق