لقيتُ نفسي بين سبْعة
و أنا ثامنهم رابض احرُسُهم
بعد أن هاجر أبي بلا رجْعة
أمي تكدّ ليلا نهارا
لا ترفع رأسها من القصْعة
قد أرهقها دوران الرحى حبّة حبّة
وهي بين فجعة و فجعة
رضيتُ بما قسم الدّهر
و لم انشُد منصبا و لا رفعة
و حين تخرّج أخي على أوّل دُفعة
أنكر الماضي
و راح يغنمُ من الحياة و يبْلى
في مدن الدخان و المتعة
و نسي ثوبه و كم به من رُقعة
رمى إلي ببعض الدراهم
أظنهم عشرة أو تسعة
سكبْتُ دمعة اثر دمعة
ففي كل كلمة
يذيقني لسعة
رحم الله أبا
لم افقه نُصْحه
في كل توبيخ و صفعة
كي أعنى بنفسي عند المعمعة
هكذا يهلك الأرنب
إن لزم نفس البُقعة
و يهلك الكلب الوفي
إن رأى في الحراسة مُتعة
حسين فتح الله / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق