من منكم رأى السيدة معاناة ؟ .. تخرج كل صباح يائسة بائسة منحنية الرأس تصرخ مع اصوات محركات السيارات في طوابير التفتيش .. يسألها الجندي من اين انتِ ؟ وكيف اتيتِ وهل في حوزتك سلاح .. لاتملك ما تود شرائه من طعام .. لا تعرف كيف تكون وماذا تحتوي غرفة الطبيب في عيادته الخاصة قالوا لها : ان الطبيب يبتسم ويتكلم كثيرا بل ويسأل عن حال مريضه باحساس مرهف ولايشبه الطبيب في المستشفيات الحكومية ابدا .. تتسائل عن الصيدلاني وديكور صيدليته الفارهة التي تحتوي على ادوية من جميع المناشيء لماذا تراه في المستشفيات بغرفة اشبه بالسجن يطل منها عبر شباك حديدي صغير لاتستطيع مد يدها بحرية لاستلام العلاج فيرميه لها كعظمة ترمى لكلب مسعور .. تمر في الدوائر لانجاز معاملة .. المراجعون بين الجالس على اريكة جميلة يتجاذب الحديث مع السيد المدير وذكريات الامس والسؤال عن فلان اين هو الان وبين الواقف المستعد كجندي في ساحة العرضات خائفا من عقوبة الزحف او الحبس .. لم تزل السيدة معاناة تعانق الجدار الخارجي لغرفة السيد المدير , تحدق بابتسامة مجاملة عسى ان تقع عينيه على اوراقها ليضع عليه الحبر النازف من قلمه ..
أبحث عن موضوع
السبت، 29 مارس 2014
السيدة معاناة ....................... بقلم شهاب احمد العلي / العراق
من منكم رأى السيدة معاناة ؟ .. تخرج كل صباح يائسة بائسة منحنية الرأس تصرخ مع اصوات محركات السيارات في طوابير التفتيش .. يسألها الجندي من اين انتِ ؟ وكيف اتيتِ وهل في حوزتك سلاح .. لاتملك ما تود شرائه من طعام .. لا تعرف كيف تكون وماذا تحتوي غرفة الطبيب في عيادته الخاصة قالوا لها : ان الطبيب يبتسم ويتكلم كثيرا بل ويسأل عن حال مريضه باحساس مرهف ولايشبه الطبيب في المستشفيات الحكومية ابدا .. تتسائل عن الصيدلاني وديكور صيدليته الفارهة التي تحتوي على ادوية من جميع المناشيء لماذا تراه في المستشفيات بغرفة اشبه بالسجن يطل منها عبر شباك حديدي صغير لاتستطيع مد يدها بحرية لاستلام العلاج فيرميه لها كعظمة ترمى لكلب مسعور .. تمر في الدوائر لانجاز معاملة .. المراجعون بين الجالس على اريكة جميلة يتجاذب الحديث مع السيد المدير وذكريات الامس والسؤال عن فلان اين هو الان وبين الواقف المستعد كجندي في ساحة العرضات خائفا من عقوبة الزحف او الحبس .. لم تزل السيدة معاناة تعانق الجدار الخارجي لغرفة السيد المدير , تحدق بابتسامة مجاملة عسى ان تقع عينيه على اوراقها ليضع عليه الحبر النازف من قلمه ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق