بدأت حياتها الفنية بشكل مبكر جدا ففي العاشرة من العمر أطلت على الشاشة وهي ترقص على أغنية المطرب الكبير ياس خضر، واستمر المشوار الفني بعدها لتحترف الغناء لأكثر من عقد من الزمن أصدرت حينها ثمانية ألبومات غنائية.
تحولت فجأة لعالم التمثيل بسبب أجادتها الوقوف أمام الكاميرا حينما كانت تتسيد تصوير الأعلانات في فترة التسعينات من القرن الماضي.
أنها الفنانة هند طالب التي عادت مؤخرا الى الوطن بعد غياب طويل تكلل بالكثير من النجاحات المتلاحقة في الأعمال الدرامية طوال الفترة الماضية أستطاعت فيها البروز كأحدى نجمات الشاشة لجرأتها تارة ولأجادتها الادوار بشكل كبير تارة أخرى.
* بعد غياب طويل هل الرجوع الى الوطن بدد لديك مخاوف مسبقة؟
- بصراحة كنت خائفة جداً من الرجوع الى العراق لأن شاشات الفضائيات رسمت لنا صورة سيئة عن الوضع بانه غير آمن، وان الفنانين مستهدفون ولهذا كان الخوف من الرجوع مسيطراً علينا.
* ما سبب الرجوع مباشرة للعمل المسرحي؟
- هنالك مسلسل تركي يحمل عنوان (العشق الممنوع) وهذا الاسم ينطبق علي مع المسرح فهو عشقي الممنوع فلا تتصور كم مقدار حبي له، ولقد تفاجأت من ناحية الجمهور أّذ انه لم ينساني طوال فترة غيابي عنهم، ومازلت موجودة في ذاكرتهم وهذا الأمر أفرحني جدا.
* كيف تقيمين تجربتك طوال مدة أقامتك في سوريا ومشاركتك بأكثر من عمل مهم هناك؟
- كانت تجربة صعبة حققت فيها نجاحاً، لكنه كان مكتوما لأنه ليس في بيئتي وبلدي ولا ارضي فحتى لو تحقق نجاح كبير جدا فليس له طعم مثل النجاح الذي يتحقق في الوطن.
* اذن ما الأسباب التي أدت بك الى الهجرة؟
- في عام2004 وعندما كنت جالسة في منزلي، وعند حدود التاسعة مساء تم إلقاء رمانات صوتية باتجاه المنزل فحاولت إنقاذ ابنتي وخرجنا بشكل لايصدق من البيت وأتجهنا نحو أقربائنا، وقررت وقتها أن لا ابقى لحظة في العراق وسافرت باتجاه سوريا.
* ما قصة العمل الدرامي الإيراني الذي جسدت فيه دور البطولة؟
- في عام2003 عرض علي دور بطولة في ملسلسل درامي أيراني شاركني التمثيل فيه عدد من الفنانين العراقيين منهم (آسيا كمال ونزار السامرائي والاء شاكر) وآخرون اذ سافرنا الى ايران وتم تصوير العمل في منطقة (المحمرة) ومناطق اخرى.
العمل يتحدث عن فتاة فرنسية من اصل عراقي جاءت لتعمل افلاماً وثائقية عن العراق ودخلته بصورة غير شرعية عن طريق ايران مع صحفي كان مرافقا لها، فعلمت اجهزة نظام الحكم قبل 2003 بالأمر وتم القبض على الصحفي الذي بمعيتها وقامت بقتله والفتاة تتعرض للاعتقال والاغتصاب والتعذيب، وتم عرض العمل على فضائية (سحر)، ودبلج الى الفارسية وكان له اصداء داخل ايران.
* في عمل (السيدة) و (أبو طبر) شاركت فيهما بتجسيد شخصية جريئة جدا يقال أن الفنانات رفضنها فقبلت بها أنت ما صحة ذلك؟
- هي ليست قصة الدور جريء، وإن الشخصية كانت في هذين العملين مركبة، ونحن كممثلات إذا رفضناها فمن سيجسدها إذن؟ كتمثيل هذا عملي يجب أن اعمل الدور مهما كانت شخصيته ولماذا الخوف منه؟ ولماذا اذن انا ادعي بأنني ممثلة ومحترفة.
انا أمثل الشخصية لان الجمهور عندما يشاهد هند طالب لايقول أنني هي فعلا هذه الشخصية السيئة التي تظهر على الشاشة، وأنما انا أوصل لهم معلومة بان هذه الشخصية تفعل الخطأ في المجتمع فهناك شخصيات ساهمت بتدمير الشباب العراقي فيجب أن لا نخفيها ونخاف من إظهارها.
* هل أنت جريئة في حياتك العامة؟
- نعم انا جريئة.
* قوة الشخصية والجرأة اللتان تملكينهما لا يمكن أن تغطيا على الأوجاع التي بداخلك والكثير من الألم، وهذا ما تجسد خلال احد المشاهد بمسلسل (جري السلالم)، والذي بكيت فيه بحرقة واضحة؟
- بصراحة انا من النوع التي تبكي بسرعة، والذي دعاني للبكاء في هذا المسلسل كان سببا خاصا بي حيث كانت الفرصة مناسبة لي لخروج همومي وأوجاعي في تلك اللحظة، وأنا موجوعة من الداخل بشكل كبير لعدة أسباب وبسبب حياتي الخاصة، فهند طالب الفنانة غير الإنسانة هنالك فرق شاسع بين الاثنين.
* ما حالتك الاجتماعية الحالية؟
- هنالك خبر بمثابة المفاجأة وأعلنه للمرة الأولى اذ ستكون مجلة الشبكة العراقية أول من يعلنه وهو أنني كنت متزوجة من عازف موسيقي وتم الطلاق بيني وبينه قبل شهر بعد زواج دام لـ17 عاماً، ولدي منه طفلان (مهجة) وتبلغ من العمر سبعة عشر عاما ومصطفى ثلاثة أعوام.
* ما سبب الطلاق؟
- بسبب عدم التوافق بيننا لأنه لا يمكن أن أفضل بيتي على الفن ولا أفضل الفن على البيت فحاولت أن اخرج خاسرة من هذه المعادلة الصعبة، ولأوفر الحياة التي أريدها لهما تنازلت عنهما لصالح والدهما لأتفرغ لعملي لأنني أحسست أنني أتعبهما معي.
انا اشتاق كثيرا لأولادي لأنني انا في اليوم الواحد أموت مائة مرة لاجلهما ولكن في الوقت نفسه انا سعيدة لان والدهما يرعاهما بشكل جيد وانا أشكره من هذا المنبر لأنه يجعلني أراهما باستمرار وهو إنسان محترم وراقي.
* بنتك مهجة هل من الممكن ان تسلك طريق الفن؟
- مستحيل، والسبب لأنه ليس لديها هكذا طموح.
* إذا طلب ولداك مهجة ومصطفى منك اعتزال الفن فهل سترضخين لهما؟
- انه سؤال جدا صعب (بعد تنهيدة وسكوت طويل) نعم أعتزل الفن، وللأسف إنا دائما أشبه الفن بسرطان هند طالب أحسه يسري في دمي.
* يقال عنك في الوسط الفني بأنك سليطة اللسان مع بعض الذين يحاولون الإساءة إليك؟
- فعلا هذا صحيح ولكن مع من يتجاوز حدوده معي، وهذا ما حدث مع فنان زميلي في إحدى المرات عندما كنا نتواجد في إحد المواقع وتفاجأ هو والفنانون والمتواجدون بردة فعلي القاسية تجاه الأمر.
* مجروحة من الحب؟
- نعم.
* ما الذي أجبرك وأنت في عمر صغير جدا للظهور مع المطرب الكبير ياس خضر وأنت ترقصين على أغنيته المصورة تلفزيونيا آنذاك؟
- إنا أحب الرقص والغناء بشكل كبير ومتمكنة فيهما جدا وكان طموحي أن أصبح راقصة، لكن كثرة الكلام السيئ حول الراقصات حرمني من هذه الفرصة.
* هل صحيح انك تسببت بأزمة كبيرة في سوريا لأنك شاركت في التصويت للانتخابات البرلمانية الماضية؟
- بالفعل تسببت بأزمة لكادر التصوير لمسلسل (السيدة)، وذلك بسبب ظهور اللون البنفسجي على إصبعي وكان الدور يتطلب مني أن ابكي وأنفعل وأومى بيدي باتجاه الفنان الشاب ذو الفقار خضر وإذا بالمخرج كل مرة يوقف التصوير بسبب ظهور اللون على إصبعي وبالتالي أعدنا المشهد عدة مرات حتى تمكنا من تلافي الأمر، ووقتها قال لي المخرج السوري انتم الفنانين يجب أن يشملكم استثناء من الانتخابات فقلت له على أي أساس ألسنا نحن من الشعب.
* من الغناء والرقص، ومن ثم التمثيل كيف حدث هذا التحول؟
- يعود الفضل في هذا للفنانة الكبيرة هناء محمد، فقد كنت آتي لمبنى الإذاعة والتلفزيون حتى أصور الإعلانات والأغاني التي كنت امثل فيها بطريقة الفيديو كليب، وفي يوم من الأيام قالت لي هل تمثلين فأجبتها بنعم وكان أول دور لي في مسلسل بدوي حمل عنوان (حيرة قاضي)، كما علمتني التلوين في الأداء وليس هنالك كلام يعبر عما بداخلي لها إذا قلت عنها قديرة وكبيرة فهي كذلك بماذا أوصفها فهو قليل بحقها اعجز عن الوصف بصراحة.
* يقال عنك أنك لاتحفظين النص بسهولة وهذا ماتجسد في دورك بعمل الأمام الشافعي عندما كتبت على يديك دعاء كان يجب حفظه عن ظهر قلب؟
- (بعد ضحكة طويلة) لا بالعكس هذا الكلام غير صحيح مطلقا، بل العكس انا سريعة الحفظ جدا والفنانون يندهشون مني لسرعة الحفظ واستعين باي نص موجود قريب مني بمجرد ان اشاهد الورق احفظه.
أما بالنسبة لدوري في العمل الذي ذكرته فلأنه الدعاء تغير لاكثر من مرة وبالتالي تمت كتابته على يدي وانا لم اكن مقتنعة بذلك، وعند البدء بقرأته كان عامل الصوت يضحكني وبالتالي اضطررت لاعادة المشهد لأكثر من مرة.
* بماذا تحلمين في نهاية المشوار؟
- أن أموت على خشبة المسرح.
الشبكة الفنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق