طـَـرفٌ عَـلى أفـقِ الصَّــبابةِ غَـــافــي
والسُّهدُ يَغرقُ في عَمـيقِ شِــغــافي
لـَـحَّ الحَـنيـنُ بـأنْ أذوبَ بعـِــشـــقـِها
نـــَــاراً وأحـْـــيا لـوعــَــةَ الإِتـــــــلافِ
الكـَـأسُ مــترعــةٌ بشـــهــدٍ أحــمَــرٍ
في ثغــرِهـا مــمــزوجــــةٍ بسُـــلافِ
وَالوردُ يَســـكرُ من عَـبيــرِ خـُـدودِهـَـا
فـَينــَامُ نَــشــوانـَـاً عــَلى الأطــــرَافِ
ويــفيـــضُ صـــدرٌ عـــائمٌ في لــــذَّةٍ
يشــتاقُها مــــني خـــــيالٌ طــــافي
مـــا بيـنَ أمــسٍ غـــارقٍ بــوصـــالِها
وغــــدٍ على لـــيلِ افــتــقادٍ جــافي
تمشي على اهـدابِ عــيني مــثلما
يمشي اشتياقي في لظى اعطافي
ويرقُّ قــــلبي كـــلما مـــرت عـــلى
وهــمي كطــيفٍ مـفعــمِ الألطــــافِ
فــأعـود للعـشــقِ القــديمِ كــأنَّمــا
أَمشـي عَـلى شَـوكِ التـَّــذَكُّرِ حافي
حـَـدَقي تَذَبــذَبَ حـِـيرةً بـِــلقــائِــها
والشـَّــوقُ مـُـرتَعِشٌ عـَلى أطــرافي
والنـَّـارُ تـَـعصِفُ في دَمـي حتـَّـى إِذا
أَزِفَ الــرَّحيــلُ تـَـعـَـلَّـقـَـتْ أكــتافـي
أَلـْـقَتْ على كَـتفي رَحــيقَ هُمُومِـها
كــصَـغــيرةٍ نــامـَـتْ بحـضــنٍ دافـي
ورَقتْ عَلى صَدري بِطـَـرفٍ مُغــمَـضٍ
بالحـُـــبِّ مِنْ بُخــــلٍ ومِنْ إِسْـــرَافِ
سَـــأحبُّها وجعـــاً ألـَمَّ بـِـمُــهجَتــي
وَجعَـــاً لعَــمـرُكَ مـَا لـَهُ مِنْ شَــافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق