أنا الشّاعرُ، ثروتي قصائدُ تفجّرُ الينابيعَ فرحًا، تنير المعابرَ مقتصّةً من خارطةِ اليقينِ مهازلَ وديانِ الشكِّ.
أنا الشّاعرُ، بالقصائدِ وحدَها أنعشُ قلوبًا تكادُ أن تتوقّفَ عنِ الخفقِ، قصائدُ ترمّمُ تشقّقاتِ الشّفاهِ الباحثةِ أبدًا عن ترياقِ المحبّةِ والعدلِ والتّسامح.
أنا الشّاعرُ، قصائدي إكسيرُ الحياةِ، فلا تستغربْ إن تتبّعتني الحجارةُ كي تتباركَ بلمسةٍ من أكفّ قصائدي حتى تلينَ، فإن لامستْها استحالتْ إلى طيورٍ وفراشاتٍ، أو تشكّلَ منها عقدٌ تزيّنه لؤلؤةٌ محارتها أمست صومعتي المكلّلةَ بوهجٍ لا يخبو.
أنت المُدمَّرُ المُحبطُ، تعالَ رتّلِ القصائدَ لعلّها تمنحُكَ تأشيرةَ عبورٍ إلى عالمٍ روحيٍّ، أنت العابرُ دوما إلى قارّاتٍ من علقمٍ، رتّلِ القصائدَ لتعبرَ حينها إلى قارّاتٍ من سكّرٍ.
أنتَ المتقوقعُ خلفَ هامشِ خطّ البؤسِ هل ترى سُرادقَ العزاءِ التي لا تفارقُها حتى تزورَها، اهدِها قصيدةً وإن كانتْ في الرّثاءِ، حتما بها ستستكينُ اللواعجُ وتهدأ الآلامُ.
وذاك المنكوبُ المتربّعُ على عرشِ قارعةِ العدمِ، اتلُ عليهِ قصائدَ الحياةِ، سيتعلّمُ منها كيف يشقُّ صدرَ المعجمِ ليستلَّ منه كلمة يأسٍ، سيتعلّمُ أن يرى بعيني بصيرته، سيتنشقُ من الحروفِ عطرَ الحكمةِ، سيلمسُ بيديهِ نداوةَ الفكرِ، وسيدركُ بكلِّ حواسّهِ أنّ السّجنَ ليس بجدرانٍ أربعةٍ وليس ببابٍ حديديٍّ موصدٍ، وأنَّ بالقصائدِ وحدَها يمكنهُ أنْ يحلّقَ طليقًا بأجنحةٍ لا تتكسّرُ حتّى وإن كان بالأصفادِ مكبّلَ اليدينِ والقدمينِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق