أبحث عن موضوع

الجمعة، 10 يناير 2025

العشق الملون................ بقلم : حسن عيسى // العراق





يَا كَأْسُ مالَكِ في رَجْعٍ وَتَلْوينِ
وَتَرْقُصِينَ بِسِحْرٍ راحَ يَغْويني روحٌ بخِفَتِها أَذْكَتْ بنا طَرَباً
وَاسْتَوْثَقَتْ رقصاتٌ عِنْدَ تَهْجينِ
لا يَصْمِدُ الهمُّ في سَرَّاءِ خالِبَةٍ
لا عَقْلَ يَحْمِلُهُ بَلْ قَلْبَ مَجْنونِ
وَنَشْوَةٌ مِنْ قَدِيمِها كَأَنَّكَ لا
تَفيقُ إلَّا بِشَدْوٍ في التَّلاحينِ سُلافَةٌ مُزِجَتْ أَلْوانُها ألَقاً
كَأَنَّها هالَةٌ في كَفِّ آمونِ
أَوْ شَعْلَةٌ حَمَلَتْ تأْريخَها عِبَراً
مِنَ العَتِيقِ شَرَابٌ مِنْهُ يَرْويني ولا بِبابِلَ مِنْ سِحْرِ الجَمَالِ بها
وَلا النَّواسِيُّ في بَغْدادَ يُدْنيني
وَصْلٌ تَقَدَّسَ بالطَّقْسِ المُهيبِ فَما
بمثْلِهِ قد دَوى سمْعَ الفراعينِ
في كُلِّ عَطْفٍ لَهُ الآياتُ مُبْهِرَةٌ
حازَ الجمَالَ لَهُ حِكْراً بِتَكْوينِ
حَتّى إذا طافَ بالكأْسِ المنيرَةِ كال
بَدْرَيْنِ في الأَرضِ طافا بالدَّهاقين
صَفْراءُ أَغْنَتْ مَطاليباً على سَبَبٍ
فالعَيْشُ مَنْبَسِطٌ مِنْ غَيْرِ مَمْنونِ
فَكُلِّ شَيءٍ بما شِئْنا يصارُ لَنا
حتّى بِما لَمْ نَشأْ أَمْلَتْ بمَضْمونِ
يُسْراً بصَرفِ صَريحٍ كانَ مَشْربُها
مِنْ غَيْرِ مَزجٍ فأغْنَتْ كُلَّ مسكينِ
إِلَّا برَشْفِ رِضابٍ بَعْدَ رَسْفَتِهِ
أُسْقى الشّهادُ ضروباً في العَناوينِ
َوَأَرشفُ الفاهَ ضَمْآناً وَمِنْ فَضْلَةٍ
في كأْسِهِ لاحَ بَيْنَ الحينِ وَالحينِ
لا نَتْركُ الكأْسَ فيها فَضْلَةٌ أبَداً
نُسابِقُ الرَّشْفَ في تَرْكِ القوانينِ
فَتارةٌ صَخَبٌ مِنْ بَعْدِها نُظُمٌ
تِلاوَةٌ بَيْنَها رِجْسُ الشَّياطينِ
أَنْتَ النَّديمُ وَأَنْتَ الخافِقانِ وَمَنْ
أَطاحَ قَلباً وَمِنْ أَغْصانِ زَيْتونِ
أَحبَبْتُ فيكَ حياةً قَدْ أَضافَ لها
الوجودُ وَابْتَهَجَتْ صَهْباءُ مَحزونِ
فأَصْبَحَ العُمْرُ ذا حَفْلٍ أُحايلُهُ
وَحَيثُ أَنَّكَ دُنْيا غَيْر ما دونِ
مِنْ نَرجسٍ نَفَذَتْ رَشْقاتُ أَسْهمِها
لقَلْبِ عاشقِهِ مِنْ غَيْرِ تطعينِ
عَيْنُ الجآذرِ إنْ رامَ الرَّنا شَزَراً
أَوْ مُدنفٌ كانَ بَيْنَ الشَّدِّ وَالّلينِ
الدِفْءُ في الخَدِّ مِنْ نورٍ وَمِنْ أَلَقٍ
زانَتْ بِبَعضِ شُعَاعٍ في الموازينِ
وَاسْتَنْفَرَتْ مُلَحاً في وَجهِ صاحبِها
سُلافَةٌ وَزها مِنْها بتَزينِ
لَحنٌ بقولِكَ لا لَبْسٌ بفطنَتِهِ
أَبْلَغْتَ مَعنى كَلامٍ بالمَضَامينِ
فَكَمْ بلَحْنِكَ لَهْوٌ كانَ فاجئةً
وَصِدْفَةً كانَتِ الأَحلى بِمَكْنونِ
وَكَمْ تَناغَمَتِ الَّلفْحاتُ في نَسَقٍ
تُديرُها رَغْبَةٌ كانَتْ بِلا دينِ
فَلا انْقضاءٌ بُعَيْدَ الوَصْلِ أَغْمرُهُ
ذِكْرى الدَّلالِ بروحِ الوَصْلِ تَطويني
عِشْتُ الجَمالَ بجَنْبٍ خابراً وَلِهاً
وَكُنْتُ قَبْلاً بحِسٍّ لا بتَعْيينِ
يا سَيّْدي وَمَليكي عِزُّها لَقَباً
أَيا حَبيبي وَلا مِثْلَ السَّلاطينِ
فَالأمْرُ أَمْرُكَ بالحُبِّ المَليكِ فَما
مِثْلَ الهوى مارِدٌ في حُكْمِ مَفْتونِ








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق