فأنا من الأنبار في أشواقي
ارنو إلى بغداد في أحداقي
ويظلّ ذاك الحبِّ في ذاك الفتى
بإبن الرماديْ-طيّب الأعراقِ
لم يعرف العشاق إني قبلهم
قمت الصلاةَ بمعبد العشاقِ
أرنو إليك وفي ضلالك فرحتي
أنهي حياة الحزن بالإزهاقِ
لا ما أدّعيتُ ولا أتيتُ مخادعاً
قد قلتُ صدّقاً-لم أقلُ بنفاقِ
أني أرى قرب الحبيب وعشقهُ
تاج الملوك. ونعمة الاملاقِ
اطياف من رحلوا يمزِّقُ خافقي
عتبي عليكِ فلا أطيقُ فراقي
والوجهُ محفورٌ بذاكرتي-كما
حفرت بجرحي غائر الأعماقِ
فشربت حلو الحياة ومرّها
إلا وفيكِ قد إستطاب مذاقي
يدري فمن ذاق الصبابةَ قلبهُ
لمّا أذاقهُ صار في إخفاقِ
أبحرت في عينيك زورق محبتي
واصيحُ للمجداف في إغراقي
وسط الرماد تضئُ جمرةُ خافقي
ذاب الضلوع على الحشا إحراقي
وبكم يشدّ الشوق قيد معاصمي
فأذا إبتعدت يشدّني بوثاقي
وعبرتُ فوق المستحل بمهرتي
والراجفون مشوا وراء براقِ
علمتني حرفاً يُوجعُ مهجتي
وتبلّلُ العبراتُ في أوراقي
بغدادُ كنت طفولتي وملاعبي
والذكريات لنا بكلّ زقاقِ
بغداد كنت حبيبتي وعروستي
وتعانق الاحداق بالأحداقُ
يانخلة الكرخ التي حملت لنا
طيب التمور بأجمل الاعثاقِ
فشربت إذ من ماء دجلةَ عزّتي
ومن الفرات تعجّنت اخلاقي
يبقى فرات الظامئين شرابهُ
شربُ النوارس بمائهِ الرقراقِ
يادار عبلة يامنازل اهلنا
فاستطمعت بك شلّة السراقِ
قد زاحم الدخلاء أرصفتي. أنا
فعضضت من اسفي على أشداقي
فقست عليك الحادثات بضربها
سكبت بلاياها بلا إشفاقِ
كفّ الرّزايا ياعراق وانجلي
أنت الشموس تظئُ في الافاقِ
مانمتَ فجراً في جفون غيومها
ياإنبثاق الشمس في احداقي
لا ارتضي غير الشموخ يليق بي
وعلى الشموس تطاولت أعناقي
فوقفت مثل الشامخات نخيلها
ويظلّ بيَّ الكبرياء عراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق