يا أم غسان ..
إنه يوم الدخان والحزن العظيم ..
ولا يليق بك غير أسوَدنا المقدس ..
فاملئي عيوني بك
واطلقي سراح الدمع الملفوف في ثنايا الروح ..
زيديني من ترانيم عشقك
رُشي الملح
فجراح الوطن أخاديد تحتاج من يذكيها .. !
قالوا هذا عيدكم !!
قلت أيّ عيد للأرض
والمخيمات أكلت أحلام الصبايا في قلب الأجفان ..
قالوا هذا عيدكم !!
قلت أنا لا أملك سوى أشلاء خيمة
و شعارات متلاشية على الجدران !
دعيهم يا سيدة الأرض يحتفلون ،
فنحن لنا النكبات تعرفُنا ..
ولنا الملاجئ تعرفنا ..
كل معابر الحدود تعرفنا ..
كل الهويات المؤقتة يا حبيبتي تعرفنا ..
فتعاليْ نحتفل بهزيمتنا فقط ..
هل تفهمين أية شقوق تصيب الروح
حين الإنسان يحتفل بهزيمته فقط ؟؟
دعي الصمت يجتاح كل أهازيج بلادي
فأنا حلقي جفّ من وجع الشوق لتراب ضيعتنا
وزهر الليمون يعمر ربيع الوطن ..
يا أم غسان ..
لا تسأليني عن شرودي
فأنا أبحث عن وطني الضائع ،
أخذوه منّا عُنوة
وتركوا لنا فقط وجع الأحلام
التي تكاد تكون مستحيلة ..
هل تفهمين ما معنى أن يضيع المرء وطنه ؟
يا أم غسان ..
أنا فعلا متعب يا حبيبتي
أعْيَتني الخيانات
و هذي جيوش العرب
تعقد صفقة قرنها ببيت الطاعة الأمريكي ..
ولّى زمن المصافحة اعتراف يا حبيبتي ..
وطوابير المطبعين
تشرب أنخاب دمنا في موائد صهيون ..
الخنادق خاوية على بنادقها
ومن بيروت ،
البواخر أخذت آخر المقاتلين
إلى مضاجع الموت
والمنافي البعيدة ..
صارت فلسطين مجرد عيد للذكرى ..
يا بنت كبدي ..
مجرد أهازيج للفرجة نحن
يا أم غسان ..
غطي الأولاد جيدا وتعالي كفكفي دمعي ..
أحضنيني حتى غيابي الأخير
لعل جدتك تزورني الليلة
تحكي لي عهود الوطن ..
دعينا نسافر في ملكوت الحب
فنحن ليس لنا عيد سوى يوم عودتنا إلى فلسطين ..
تصبحين على وطن حبيبتي .. تصبحين على فلسطين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق