و إذ نطق بإسمي
مناديا دنياي
أتيته و كل مباهج الدنيا
تحملها يداي
أمشي بأقدام مجنحة في المدى
و بنات صبابتي
حاشية تتبع ممشاي
أسكب فيه من نبيذ روحي
الثملة بالعشق
فتهب الحياة بين ضلوعه
راقصة سكرى
و يرى السعادة
هيكلا مجسدا
يعزف على أوتار العمر
لحنا مبهجا مخاتلا
صدى بكاء الناي
يرفعني جناح قلبي
المبتلى بصوته
قمرا على شرفات المنى
أو نجمة شاردة
معلقة فوق صروح الأماني
المشرئبّة للهوى
يهمي الكلام على الشفاه معطرا
كأن الله دسّ بمهجتي
خمائل الجنة
أو كأن زنابقَ بيضاء
اختبأت بدمي
لتضخني عطرا بين أنفاسه
الممتدة إلى جيد معناي
في حضرته
تغدو الأحزان
سبايا منصاعة خاضعة
تحملق في يأسها
صريعة تحت عرش هواي
في حضرته
أنسى حدود القلب
أغافل حراس الروح
أتركها متسمرة في أبعد
نقطة من خلاء الذات
فداه القلب و الروح و مقلتاي
*****
و إذا نطق بإسمي
مناديا دنياي
أضم سمائي لسمائه
أناشد بوارق الأعالي البعيدة
لتتزاحم السحب في الأفق
اللازوردي
أمد من لُمعة الأرض الساخنة
نهرا..
و أرتمي على عرش الماء
نسمة ضاحكة راقصة
غنائية الهفيف
شفافة متعالية
على الضباب المسافر في أناي
أثير في البحر شهوة الرقص
أفتنه بعباب عاطفتي
ليزيح الموج تباعا
و يفيض بي
ينفصل عن شواطئ الذهول
فأكون وحدي أنثاه
ولا يلهمه الرقص سواي
فالرقص فتنة الوجود
منذ انبعاث الكون
منذ اتفق كوكب الأرض مع الشمس
على لعبة الدوران
في غفلة من بقية عناصر الطبيعة..
و منذ راقص خصر الشيطان
آدم بهزة ماكرة
أفضت إلى تهاوي
حبات التفاح
على الأديم
خطيئة تلو خطيئة...
رقصة الشيطان أقل مكراً
من هزة خصري بين يديه
على وقع صوت حلمي
و أهازيج رؤاي
و الماء لغة بلا كلام
بين السماء و الأرض
إذا بلغت أصداء عاطفتي
جوف الأفق
نطق الغمام غيثا غدقا
و أنبت لي عرشا على التلال
المطلة على بحر بلا ضفاف
تُزف أمواجه إلى الخلود
كلما أزبد ماء قلبي
و تهاطلت زخات الحب
على الظمأ
المخبأ بحناياي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق