لا أعرف كيف ابدأ يومي...
بأي ذكراكِ ابدأ...
فبدون ذكراكِ لا يكون ليومي بداية...
فأنتِ أيتها الراحلة في غربة الزمن...
الراكبة الوحيدة في عربة الافتقاد...
التي تجرها خيول الرحيل البعيد...
تتركيني وحدي... يعبث بي الوجد ويصرعني الاشتياق...
تنشط ذاكرتي في استعادة كل أشرطة الذكريات...
أني فقدتكِ جسداً...
لكنكِ تعيشين الآن معي روحاً...
أحس بكِ في كل لحظة من حياتي...
أنكِ بجانبي...
تخترقين حجب الغموض وتعبرين فواصل حواجز الأرواح ...
علمتني الآن لغة جديدة...
ليس في أبجديتها حرف واحد...
إنما فيها تناغم من الوان نورانية...
تتراكب بشكل يبعث في أعماق النفس...نفس الشعور الذي تحدثه كلمات الحب...
التي ملأت قاموسكِ...عندما كنت جسداً جميلاً تملأه روح الحياة...
أصبحتُ أراكِ طيفاً يسبح في أنوار المساءات الحالمة...
أشعر أني أعيش معكِ...
أصبحت عيوني هي مسكنكِ...
تزوركِ المشاعر في كل لحظة...
إني أنتظر رحيلي اليكِ...
لغتي أصبحت غير مفهومة لمن حولي...
اعتبروني من مجاذيب الحياة السائحين على غير هدى...
يكلمون أنفسهم...
ليس لهم عنوان على هذه الارض ...
يكفيهم من الحياة ما يجعلهم ينتظرون الموت زائراً حبيباً في لحظات العزلة المتكررة...
كلما انقضى يوم، عاد الانتظار من جديد...فبأي لحظة من لحظات العزلة، ستأتي أيها الزائر الحبيب...
أهيئ نفسي كل يوم للرحيل أليكِ...
الى البعد الثاني للحياة...
فهناك تنتظر الحبيبة المسافرة...
تجلس وحيدة في محطة من محطات الانتظار...
لا أريد أن أدعها تنتظر وحيدة...
سأخذ اليها معي كل رسائل العشق...وكل أشيائها الصغيرة...
سأروي لها كل الحكايات...
سأضع الشوق قبل الصبر...
سألوّن تابوتي بكل الألوان التي تحبها...
سأدفَنُ في مجرى النهر الذي يدخل الغابة الوحشية التي يخشاها من يعشقون الدنيا ويعيشون بدون حبيبة...
ستكون الرحلة طويلة...
لكن عندما تكون نهاية الرحلة هي أنتِ...
لن يكون الزمن عبثاً ولن يكون الاحتضار ألماً...
سيكون الموت... صديق الرحلة الأخيرة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق