أعيشُ في أواخر المواسم
بعدما عبرتُ قناطرَ الدنّيا
بين انحناءةٍ وقفزةٍ تستحقُ التصفيق ،
مطمئنٌ جدا من اللّيلِ
لأني في نصفه الأول
أكتبُ بما يهوى القلب
وفي النصفِ الآخر
أغفو في حضنِ حلمٍ
حتى يوقظني الفجرُ
يريدُ مني أن يغتسلَ بماءٍ بارد ٠
( عدى النّهار … والمغربية جايه تتخفى ورا ظهر الشجر )*
لم يبقَ في الحانةِ
غيرُ نادلٍ يلملمُ كؤوساً خاويةً
وبقايا قهقهاتٍ وأغنيةً تائهةً
وشراشفَ تتلو على الكراسي الفارغة
ما تيسرَ من غيابٍ ووداعٍ لا يقبلُ التقبيل ٠
الخطُ الوهمي وصلَ الحدَ
بلا إضافةٍ أو دفعات
لا يحتملُ الجمع
قد يأكلُ من الجسدِ الطرحُ
يتناقصُ العدد … لم تزده البذراتُ ولا ينفعُ معه السقيُ اللامنتهي ،
لأنّه العنقودُ المشنوقُ
في عربةِ الفلاحِ يمشي مع الحُكمِ على هونٍ
ربما سيكونُ التناقضُ هو الانسجامُ
أو بالعكس ٠
أبوابُ المقهى مغلقةٌ
أصبحتْ أحجارُ ( الدومينو) بياضا في بياضٍ
ضاعتْ من بوصلةِ القصيدةِ
إشارةُ النادي ، الحديقة ، السور
وعكازُ الرفيقِ هو العقربُ من نوعٍ خاص ٠
لم تعدْ هناك مجاملةٌ لتوثقَ العلاقة
ولا موعدٌ جديدٌ يحددُ الضمَّ ،
إنّها القسمةُ التي وزعها النصيبُ
من دونِ أن أدري ما صنعَ بيّ التحليقُ
وجناحي المكسورُ يعاندني في هذا السرب ٠
اليوم تنازلتِ المصافحةُ
عن كفٍّ كانت أعشاشها على الكتفِ
ولم تكترث العروةُ الوثقى
بالسكرِ الغارقِ في القعور ٠
قالتِ الأصابعُ وهي تدخلُ في الجيبِ الأيمن : غادروا بعدما اندمجوا ،
قلتُ : لم يؤثر الضربُ على عددي
أنا وحيدٌ جاثمٌ على أفعالي الوفيرة
فلتمحو الأسماء ! ٠
——————
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق