فالغائبونَ الحاضرونَ
شرّدتهمْ رصاصةٌ
وتلكَ الوجوهُ تهشّمتْ،،أزهرتْ
حينَ سالَ دمُ الشّهادةْ
تُهنا واحترقَ الشّراع فينا
لمْ يبقَ سوى
أسماءٌ على الأضرحةِ باكيةْ
لاتنظري
فكلُّ ماحولنا يحترقُ،،يحترقُ
كجمرةٍ في الجسدِ ،،في الرّوحِ كاويةْ
لمْ يتركوا لنا شيئاً..لمْ يتركوا حتى القصاصات أُخيطها لكِ
تعرّت صرخاتُنا الباكيةْ
لمْ تكتمل فرحتي،،طفولتي،،بسمتي
حين أباحُوا دمِي بخنجرٍ كالصاعقةْ
لاتنظري
لمْ تعدْ الطّرقاتُ إلا أغنياتٍ
ضاعتْ بين حسراتِ الثّكالى
ودموعِ اليتامى
بينَ أكفِّ الأطفالِ حينَ مساء
يُغلقونَها على بعضِ عيديّة
لاتنظري
ماعادَ يُغرينا بزوغُ القمرِ
ولاهمسات العشّاقِ
على ضفافِ أمنيةْ
دعينا في دهشةِ الوقتِ
في تجدّدِ الحلمِ
في انبعاثِ الفجرِ
فالطفولةُ مازالتْ حاضرةْ
والشّعرُ لغةٌ مجاهدةْ
لواءٌ على الأرضِ يرفرفُ
لتضيءَ القصيدةْ
لاتنظري
وأنت تحتمينَ بتربةٍ تتراقصُ على كفِّ ريحٍ غابرةْ
لسنبلةٍ من هواءٍ،،لحبةِ قمحٍ نمتْ تحتَ وسائِدنا
لجرحٍ مازالَ ينزفُ دمًا
لبيتٍ تعتّقتْ فيهِ رائحةُ الموتى
لنهرٍ جَرى،،وجَرى حتى اكتهلْ
لعاشقةٍ تلّوحُ عندَ الأصيلِ
تلهثُ،،تبحثُ،،تدعو كراهبةْ
انظري
لتلك الفصولِ التي تركتْ
آثارها على جبينِ جدي
تكبر،،تكبر،،
ترافقُها ابتسامةٌ مثابرةْ
مغسولة بفرحةٍ قادمةْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق