قريتي تحترق ،سئمت الغناء والتجوال في الازقة ،تثب كمهرة أصيلة عند تخوم القرية ،أبحث مع من أسهد، معها ،لِتكن فتاة حمقاء ،أبحث عن رجل يرتدي عباءة وكوفية ،أجندله في بداية الصحراء ،قريتي تتهاوى ،تهتز، ترتجف كأنثى حيوان ،أبحث بتجوال عن ركن كوخ منعزل ،أغوي به امرأة قروية بائسة ،يا فكري المطعون بطعنة خنجر عربي ،تفكيري أخرس ببلاد خرساء ،أضحك بعمق ويسيل الدم من فمي ،زهرة برية ونسر يجثم على فريسته ،بلا شفقة هو أنا ،يا هو، يا جرب، يا جبال التراب ،يا لذة بول البعير ،يا أرضا سوداء ،ما ذا تريدون عن الفتح والدماء؟ ،غريب بفكري عندكم، لي رأس من مطر ،عينان بليدتان
تبحث رانا عن موتاها تحت رمال الصحراء ،جائع وعطش جدا ،أغني أغاني حزينة ،كدودة الارض انقلبت على سريري ،يبدو أن صحراءنا تكذب ،لمن هذه القبور المعتمة تحت النجوم، ،والرمال المتحركة؟ ،سجون يومية ،عودة ميمونة للفارس، ،المغوار مع ريحه الحزينة ،ليأخذ النجوم في منتصف جبينه ،كلمات تحتضر ،يريد رصاصة الخلاص ،نسينا ملامحنا ،يا عيون مبحلقة ،رانا جريحة مستباحة ،قبل فترة كنت أفكر ،أني أكتسح العالم بفنائي ،لأنّ لي عيوناً زرقاء ،قريتي البائسة الضارية في التاريخ ،نائمة تحت الماء ،جبالك كالنهود العامرة ،أرفع ذراعي وأصرخ
حتى يهرأ كتفي ويتمزق أبطي ،أنا كالسفينة الفارغة وريح صرصر ،على وجوه الثكالى والمغتربات ،سأطلق صيحتي ،سأكتب على الاحذية المتهرئة
عن أزهارنا البرية ،ارحل عنا يا شقاء ،ــ يا أحدب نوتر دام ــ ،أصابعي طويلة ، عينان مجروحتان من الألم ،صرعوا قريتي ،سأطلق رصاصته على حنجرتي ،ويحدث الفناء... المساء يموت فيه ،كوخنا المصفّر ،يغفو على أنين القبور الموجع ،في وسط الكوخ ،شجرة رمان، بعض أغصانها ،جرداء متيبسة ،تنوح ،تتكسر، لا أزهار في ربيعها ،العصافير لا تزقزق على نوافذه ،ولا تنقر الحبة من فسحة الكوخ ،أحبّك يا حبّي ،أكثر من عدد أزقة قريتنا البلهاء ،تمنيتك تفاحة بخدود حمراء ،خَفَتَتْ تنهداتي ،إن قريتي تكرهني ،ينسلّون الى فؤادي كالدبابيس ،يرددون الغناء بحنجرتي المتورمة ،أمام الليل البهيج، ومتسكعي الازقة ،أن أمسح أغانيّ بالتراب والجروح ،لا أستطيع ،فؤادي ينبض بالعيون العسلية ، وسهدي على شاطئ النهر ،يريدون مني أن أنافق، وأنا طائر من البيداء ،أغنيتي قطافها بستان أخضر مزهر...
العراق/بغداد
19/5/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق